يمثل النظام الأسري السعودي المؤسسة الاجتماعية والتربوية الأولى في المجتمع وقد تأثر هذا النظام بنائيا ووظيفيا بعوامل التغير التي طرأت على المجتمع السعودي، والأسرة تخضع في كافة الظروف لعملية التغير الاجتماعي فهي وحدة التميز بالقدرة والمرونة على التكيف مع المؤثرات التي تأتيها من الخارج أو الداخل وبهذا فإن نجاح الأسرة وتماسكها يرتبط بمدى تكيفها مع المتغيرات الحديثة، وكذلك بتمسكها بالقيم الاجتماعية الراسخة والنابعة من ثقافتها وقيامها على أسس ودعائم قوية لضمان تماسك الأسرة وحسن فعاليتها.
وتتمحور الورقة البحثية الحالية حول إدارة الأزمات كأولوية لاحتياجات الأسرة السعودية في ظل المتغيرات المجتمعية المعاصرة، وقد تضمنت الورقة تحديدا لمفهوم الأزمة، كما توصلت إلى أنواع الأزمات التي ترتبط بالأسرة السعودية انطلاقا من الدراسة الميدانية وهي: الأزمات البيئية الطبيعية – أزمات مراحل النمو – الأزمات الاقتصادية – الأزمات الاجتماعية – الأزمات الأسرية – الأزمات الصحية – الأزمات النفسية – الأزمات التعليمية – الأزمات الثقافية، كما استعرضت الورقة أهم خصائص الأزمات، وانتهت بتحديد متطلبات إدارة الأزمات للأسرة السعودية، وعرض لمجموعة من التوصيات حول احتياجات الأسرة السعودية بكيفية إدارة الأزمات في ضوء المتغيرات المعاصرة.