هذا البحث عنوانه (سورة الأعراف دراسة تداولية في تفسير الطاهر بن عاشور)
عمد الباحث في هذه الدراسة إلى محاولة استثمار بعض النظريات اللسانية الحديثة ؛ كالتداولية والحجاج وتطبيقها على السورة الكريمة محل الدراسة من خلال تتبع الأفعال الإنجازية المباشرة وغير المباشرة ، وتحقق ذلك من خلال اتباع المنهج الوصفي التحليلي .
ركز البحث خلال الدراسة على عدة وسائل ومظاهر لغوية حيث الحجاج أبرز أركانه الذي يقوم على عدة مستويات منها:  مستوى الأفعال الكلامية وأثرها ، مستوى السياق ، مستوى حواري ، إلخ ....
ويساعد هذا المنهج كله في فهم النص وتحقيق الترابط لفهم الأغراض والفهم للأفعال الإنجازية والأدلة التي تثبت الحجج التي طرحها المتكلم عز وجل وتقيم تواصلاً لغويا ناجحاً ومنجزاً للأغراض والمقاصد التي أرسل المرسل سبحانه خطابه ؛ لتحقيقها . وقد كشفت هذه الدراسة عن الدور التداولي في الخطاب نذكر منها : الأفعال الكلامية ، الإشاريات ، الافتراض المسبق ، الحجاج التداولي بكل أركانه وآلياته والوسائل ، والسلم الحجاجي ؛ لتحقيق الإقناع وتطبيق هذا كله على السورة الكريمة محل الدراسة ؛ لأن القرآن يعد المادة الخصبة للدراسة التداولية والدراسة الحديثة ، بما فيه من استعمال لخواص اللغة المختلفة .
         
ولقد استعنتُ بتحليل الإمام الطاهر بن عاشور بإعتباره أكثر التفاسيرِ التي ظهر فيها التحليل التداولي رغم عدم الإفصاح عنه صراحة لكنه ظهر جلياً في تفسير الإمام ؛ لإن الاهتمام بالمعنى من أكثر السبل للوصول للمراد والغرض الأساسي والمعنى العميق للقارئ .