تتناول الدراسة الصراع على الطاقة في الحوض الشرقي للبحر المتوسط، حيث تتمتع منطقة الدراسة بأهمية
كبيرة؛ نظرا لموقعها الجغرافي المميز، الذي يتوسط قارات العالم الثالث أوروبا وأسيا وإفريقيا، واحتوائها
على العديد من المضايق والممرات البحرية التي تتحكم في االقتصاد العالمي، اال أن المنطقة تمثل بؤر ة
للصراع التاريخي كالصراع العربي اإلسرائيلي، باإلضافة إلى الصراع القائم بين تركيا وقبرص واليونان
حول القضية القبرصية.
ومع االكتشافات الحديثة للطاقة، واحتواء المنطقة على احتياطيات ضخمة من الغاز الطبيعي في المناطق
البحرية لدول المنطقة، ومع وجود تشريعات قانونية تخص تحديد المياه اإلقليمية والمنطقة االقتصادية
الخالصة لبعض الدول تصاعدت حدة التوتر، كون أن هناك بعض الدول في المنطقة - كالكيان اإلسرائيلي
وتركيا وسوريا- غير موقعة على اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار عام 1982م؛ مما يزيد من صعوبة
ترسيم الحدود البحرية، ويجعل الدول ذات المصالح المشتركة تلجأ إلى توقيع اتفاقيات ثنائية، أو بإعالن
بعض الدول عن حدودها البحرية بشكل أحادي؛ مما يثير حفيظة الدول األخرى المجاورة؛ كل ذلك أدى إلى
عودة الصراعات التاريخية في المنطقة، وظهور صراعات أخرى حول اقتسام واستغالل الطاقة بالمنطقة.
في تأجيج الصراعات بين دول الحوض خاصة مع تزامن عمليات
وقد تلعب االكتشافات الحديثة للطاقة دورا
االستكشاف مع عدم وجود رؤية قانونية واضحة لترسيم الحدود البحرية لكل دولة، وقد تكون هذه
للتعاون بين دول الحوض، وذلك باقتناع هذه ال
االستكشافات مصدرا دول بأن التعاون هو السبيل الوحيد
لالستفادة من مصادر الطاقة بالمنطقة.