يتعرض هذا البحث بالدراسة لآراء عبد الرحمن اللجائي في المقامات والأحوال، إذ إنه اهتم بها اهتماما كبيرا؛ لكونها تمثل جوهر الطريق الصوفي، الذي يسلكه المريد للوصول إلى معرفة الله تعالى.
فبالنظر إلى مؤلفات اللجائي الصوفية التي وصلت إلينا؛ نجده أفرد لها العديد من الفصول والمباحث؛ ليقدم تصوره الخاص لها؛ من خلال تجربته الصوفية؛ فجاءت مبحثا رئيسا في هذه المؤلفات، وخصوصا في كتبه: قطب العارفين، وشمائل الخصوص، ومحجة السعادة، وشمس القلوب .
وقد هدفت من وراء هذا البحث؛ أن أبين هذا الجانب من فكر عبد الرحمن اللجائي الصوفي، والذي يعبر عن تجربة صوفية عميقة، عاشها اللجائي، ودوَّنها في كتبه؛ ليسترشد بها مريدوه في سلكهم للطريق ؛ إذ إن هذا الجانب من فكره الصوفي، لم يهتم به الباحثون من قبل.
وقد اعتمدت في هذا البحث، على المنهج التحليلي والمنهج النقدي والمنهج المقارن. فأما الاعتماد على المنهج التحليلي, فذلك؛ لأنني قمت بتحليل آراء اللجائي, في المقامات والأحوال؛ من خلال مؤلفاته. وأما الاعتماد على المنهج النقدي, فذلك؛لأنني قمت بنقد بعض آرائه في المقامات والأحوال والتي ابتعد فيها عن الاعتدال. وأما الاعتماد على المنهج المقارن, فذلك؛ لأنني- كلما أمكن- قارنت بين آراء اللجائي وغيره من المتصوفة.