الدين الإسلامي دين عقيدة، ودين شريعة، ودين أخلاق، وتلك العناصر ينبني عليها الدين الإسلامي الحنيف، وبعلمها والاتصاف بها يحصل الإنسان على السعادة في الدنيا والآخرة. ومن أسس العقيدة الإسلامية وأركانها: الإيمان بالله - عز وجل - والإيمان بالرسل، مبشرين ومنذرين، والتصديق بدعوتهم. وممن وفقهم الله تعالى للرد على بعض المسائل الخلافية - خاصة في مجال العقيدة - الإمام/ شرف الدين الحسين بن محمد بن عبد الله الطيبي - بكسر الطاء المشددة والباء الموحدة بعد التحتانية - المتوفى سنة (743هـ)([1]). وذلك في حاشيته [فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب] وهي من أجل الحواشي على تفسير الكشاف للإمام الزمخشري (ت538هـ). مملؤة بالنكت والفوائد مشحونة بالردود واللطائف، لما فيها من العقيدة الصحيحة لمعتقد أهل السنة والجماعة، والرد على ما يخالفها رداً علمياً أصيلاً. وقد ظهر منهج الإمام الطيبي الوسطي، في بحث بعض المسائل التي تتعلق بالعقيدة وتحقيقها، ومنها: إسناد الختم على القلوب إلى الله تعالى، وإسناده إليه يدلُّ على المنع من قبول الحق وهو قبيح، والله يتعالى عن فعل القبيح علوًّا كبيرًا.  ورأي أهل العقيدة في مسألة خلق الأفعال. ومنها: تفصيل القول في حكم رؤية الله - عز وجل - يوم القيامة ومشاهدته. ومنها: تفاوت درجات الأنبياء في التفضيل بينهم، وأحوالهم في علو الرفعة ومراتب الرسالة، وقد استشهد الطيبي بأقوال العلماء المتخصصين في تلك العلوم، وكذا أقوال المفسرين، في الرد على آراء بعض الفرق الإسلامية ومعتقداتهم ومناقشتها. موضحًا في حاشيته على الكشاف صحة تلك الردود من عدمها، وما أخذه على الإمام الزمخشري في تفسيره، أو انتصاره له، وذلك من خلال طرحه لتلك المسائل العقائدية الثلاثة بالشرح والتفنيد في حاشيته على كشاف الزمخشري، والوقوف على الرأي الصحيح فيها. (1) ينظر: الدرر الكامنة، 2/185، و كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، 1/341، و شذرات الذهب في أخبار من ذهب، 8/239، و بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، 1/522.