يقوم فقه التنزيل على أساسين رئيسين هما: التصور، والتكييف؛ فالفقيه إذا طرأت على واقعه نازلة ينظر في ماهيتها تصورا؛ ثم يحاول أن يلحق النازلة المُصورة في ذهنه بأحد مفاهيم الشريعة وكلياتها، مستعينا بما يتمتع به الفقه من: مصادر تشريعية وافرة، وقواعد كلية ضابطة، وفتاوى للأقدمين مبيّنة. لذا: سيجد القارئ في هذا البحث -بعد بيان مصطلحات العنوان- ما يلي: أولا: تصور ماهية الأوراق النقدية (الفلوس) عن طريق تتبع تاريخ نشأتها، وتطور عرف الناس في تعاملهم بها، واختلاف مراحل تغطيتها بالنقدين الذهب والفضة، من التغطية الكاملة، إلى التغطية النسبية، إلى أن انفكت هذه الأوراق كلية عنهما؛ فأصبحت ثمنا قائما بذاته، مستمدا قوته من عرف الناس.       ثانيا: تكييف الأوراق النقدية (الفلوس) بإلحاقها بأحد مفاهيم الخطاب الشرعي أصالة أو تبعا، ويليه تحقيق مناط الخطاب عليها وتأثره بالتكييف المُخرّج. ثالثا: ما ترجح للباحث من أقوال في المسألة؛ بناء على المقاصد الشرعية، والقواعد الكلية، والأصول المرعية.