يُحاول هذا البحث الموسوم: بذَمّ النِّساء في الشِّعرالعربي القديم دراسة موضوعيّة أنْ يتناول أغلب ما جاء عن هذا الموضوع فى الفِكرالنقدى قديمًا وحديثاً، وما جاء فى الشِّعرالقديم، فمما لا شك فيه أن المرأةَ عمادُ المجتمعِ وينبوعُه؛ لِذا حثّ الإسلام على احترامها، وحِفظ كيانها، وأعزّها وأعلى منزلتها، ورفع قدرها لمكانة تليق بها، وقضية المرأة ضرورة مُلحّة، إضافة إلى كونها ضرورة إنسانيّة جوهريّة لا تهمّ النساء وحسب، بل تهمّ المجتمع البشرى بأكمله؛ نظرًا لتعالقها مع كثيرمن قضايا المجتمع: السياسيّة، والاجتماعيّة، والاقتصاديّة، وعُنوانًا مُهمًّا تدور حوله أبحاث كثيرة للخروج منها من بوتقة التهميش والتحجيم التى طالما ضيّقت عليها الخِناق، وأخرجتها من إنسانيتها بوصفها كائنًا صامتًا غيرمُعبّرعن خلجات نفسه، وتُعدّ من القضايا التى فرضت ذاتها بقوة ووضوح منذ أنْ تبلورت ملامحها، وكانت للمذمّة أثرٌ كبيرٌ لقلة ترددها على الألسنة، حيث إنّ كثيرًا من الأبحاث تزخر بأشعار مدح النساء، فى حين أنّ مقابل مدح النساء قد حظى باهتمام ضئيل رغم استحقاقه لدراسة متأنيّة؛ لأنّ الذمّ ضد النساء ليس شيئًا عابرًا يتمّ التعامل معه بتبسيط مُخل، بل إنّ ذمّها هو ذمّ المجتمع ويُنذربهلاك المجتمع ذاته على المدى البعيد، ويُعد مرجعيّة لتوليد العنف بشكل عام، وتكريس هيمنة الرجل على المرأة.
واتّجه هذا البحث نحو بيان مذمّة النساء في البناء الشعري، جمالياته وموضوعاته، وقد استقصت الباحثة أغلب الصفات التي تناولها الشعراء بالذَّم؛ لتنقيح صورة المرأة في جانب من صفاتها تناثرت بين المؤلفات، وليضيء جوانب جديدة لم تقف عليها مثيلاتها من الدراسات السابقة حَسْبَما اجتهدت الباحثة.