تعد الموضـوعات الخاصـة بالعمـارة الجنائزيـة بمصـر عامـة وفـى القـاهرة بصـفة خاصة من الموضوعات ذات الأهمية الكبرى في العمارة الإسلامية حيث أنهـا توضـح مـدى الاهتمام بالعمـائر الجنائزيـة في العصـور الإسـلامية المختلفـة ابتداء مـن العصـر الطولوني مروراً بالعصر الإخشيدي والعصر الفاطمي ثـم العصـر الأيوبي والعصـر المملوكي بشـقيه البحري والجركسـى وصـولاً إلـى العصـر العثماني وإنتهاءاً بالأسـرة العلويـة التي ينتمى اليها واجهات المدافن محل الدراسة.
كانت العمارة من المجالات التي ظهرت فيها تلك التغيرات في منشآت محمد على وخلفائه وقلدهم فيها الطبقة الغنية فظهرت تلك التأثيرات في بيوتهم وقصورهم ومدافنهم التي لا يزال الكثير منها قائما حتى الآن.
فأصبحت الطرز المعمارية الغربية هي السمة الغالبة على العمارة الجنائزية في تلك الفترة بشكل وظهر الطراز الإسلامي جنباً الى جنب مع الطرز المعمارية الغربية والكلاسيكية آنذاك.
لقد كانت المدافن من أهم أشكال العمائر التي حرص الإنسان على بنائها منذ العصر المصري القديم حتى عصرنا الحالي، نجد أن أهتموا ببناء الأضرحة والقبور ذات الارث الحضاري في فن العمارة المصرية وقد أشارت الدراسة إلى وجود العديد منها لشخصيات مؤثرة في التاريخ المصري الحديث . منها مدفن أحمد سيف الدين.(1299هـ /1882م) و حوش محمد راتب باشا السردار (1317هـ / 1900م) ومدفن مصطفى فهمى باشا رئيس وزراء الحكومة المصرية (1332هـ /1914م) بمنطقة الإمام الشافعي.