يهدف البحث إلى معرفة عناصر الاتساق النصي التي تشكل منها نص سورة هود (عليه السلام) وبيان الدور الوظيفي واللغوي الذي تقوم به هذه العناصر، وقد تم تطبيق ذلك مظهر واحد من مظاهر الاتساق النص، هو عنصر (الإحالة)، وقد انطلق هذا البحث من نحو النص، ويعد النص اللغوي محور اهتمام اللسانيات الحديثة، والنص اللغوي يتكون عبر التحام الجمل واتساقها نسيجاً وانتظاماً، وترابطاً عضوياً وموضوعياً، ومن ثم يلاحظ أنه عبر امتداد مساحة النص يتشكل ما يسمى بالفقرات والمقاطع والمتواليات التي تؤلف بدورها في الأخير ما يسمى بالنص، ووظيفته الأساسية والبارزة التواصل والإبلاغ والتداول أي أنه يتكون من عدة جمل شريطة أن تكون هذه الجمل مترابطة ومتلاحمة عبر روابط شكلية وموضوعية، وهذا الترابط والتلاحم يولد بدوره نصاً يقوم بوظيفة مهمة هي التواصل والإبلاغ والتداول، ومن أبرز الدراسات السابقة التي أفاد منها البحث، دراسة شعيب محمودي، بعنوان (بنية النص في سورة الكهف، مقاربة نصية للاتساق والسياق)، تناولت الباحثة في هذه الدراسة مظاهر الاتساق والانسجام النصي في سورة الكهف، ودراسة صبحي إبراهيم الفقي، بعنوان (علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق، دراسة تطبيقية على السور المكية)، وهناك دراسة ثالثة قريبة من عنوان هذا البحث، هي دراسة عياد صبرينة وبو عمامة إبتسام، بعنوان (مظاهر الاتساق في النص القرآني، سورة هو أنموذجاً)، لكن لم يستفد منها البحث مطلقاً، كون الدراسة اقتصرت على الدراسة الإحصائية للعلاقات والعناصر التي تشتمل عليها مظاهر الاتساق في السورة.
وقد أشارت أهم نتائج البحث إلى مجموعة من النتائج التي توصلت إليها الباحثة في هذا البحث، ومن أهم هذه النتائج:
ــ يمثل الاتساق دعامة أساسية من دعائم الدرس النصي، إذ يتصل بالتماسك النصي داخل النص، ويرتبط بالعلاقات والروابط السطحية للنص، وتحقيق الترابط بين أجزاء النص من بدايته إلى آخره دون الفصل بين المستويات اللغوية المختلفة.
ـــ إن الترابط من خلال هذه العناصر هو الذي يخلق بنية النص ويحقق استمراريته.
ومن أهم التوصيات التي توصي بها الباحثة فتكمن في الآتي:
ـــ على محلل النص أن يحدد الروابط اللفظية والمعنوية على تعمل على تماسك النص وانسجامه.
ـــ أن يكتشف الوظائف الدلالية التي تؤديها هذه العناصر في سياق النص.
ـــ ضرورة إدراج اللسانيات النصية في الدراسات الجامعية، وتعليم الطلاب الاشتغال على آليات هذه المناهج الحديثة.