قدم الفكر النسوى مجموعة من المفاهيم المستحدثـة يأتى على رأسها مفهوم الجندر Gender أو النوع الاجتماعى الذى يمثل من المنظور النسوى حجر الأساس نحو مساواة المرأة بالرجل مساواة تامة، وما يستتبع ذلك من حصول المرأة على حقوقها، حيث يمكن من خلال مفهوم الجندر القضاء على الفروق القائمة على الجنس بين الرجل والمرأة والمثليين أيضا، بوصفها فروقا قائمة فى جوهرها على تمييزات اجتماعية وثقافية – وليست طبيعية كما قد تبدو- تكونت عبر تاريخ طويل من الهيمنة الذكورية التى أدت إلى تهميش المرأة وسلب حقوقها.

وهناك عدة اتجاهات نسوية منها نسوية رافضة للدين لتعارض تعاليمه وأحكامه – من وجهة نظر هذا الاتجاه- مع ما يقدمه الفكر النسوى من المطالبة بحقوق النوع الاجتماعى.

وهناك اتجاه نسوى آخر يطلق عليه النسوية الإسلامية يسعى إلى المطالب ذاتها التى تطالب بها النسوية الرافضة للدين، غير أنه يرى أن الدين لا يتصادم مع هذه المطالب.

وقد ركزت كل من النسوية الرافضة للدين والإسلامية فى تناولهما للقرآن الكريم - فى الأغلب - على المواضع الصريحة فى القرآن الكريم التى تتناول موضوعات المرأة كآيات الزواج، والميراث، والقوامة، والحجاب وغير ذلك، لكنها فى الوقت نفسه تناولت - أحيانا- القصص القرآنى الذى يبدو للوهلة الأولى بعيدا عن قضايا الجندر، وحاولت من خلال تفسير القصص أن تجد بابا جديدا غير مباشر لمناقشة تلك القضايا. ويقدم هذا البحث تحليلا نقديا لثلاث قضايا من قضايا الجندر هى: المساواة الجندرية، والعنف ضد المرأة المبنى على الجندر، والهوية الجندرية. من خلال التفسيرات النسوية لقصص القرآن الكريم.