إن المتتبع لحركة الشعر العربى ومسيرته خلال القرن الرابع الهجرى سيجد ساحته زاخرة بالشعراء الذين أثروا الحياة الأدبية آنذاك ، وكان أحد هؤلاء الشعراء تميم بن المعز لدين الله الفاطمى الذى احتضنته أرض الكنانة ، وشهدت بروز شاعريته .
 لا مراء فى أن تميمًا أحد مبرزى الشعراء فى مصر الفاطمية ، وقد أغرى هذا عددًا من الباحثين والمؤلفين بتسليط الضوء على شعره ، وإن تباينت مناحيهم فى هذا الشأن ، وحسبنا أن نذكر من المؤلفات التى تمحورت حول تميم وشعره ما يلى : شاعر الدولة الفاطمية تميم بن المعز لدين الله الفاطمى : د. إبراهيم الدسوقى جاد الرب ، وتميم بن المعز شاعر الفاطميين :   د. حفنى محمد شرف ، وتميم الفاطمى ابن الإمام المعز لدين الله الفاطمى شاعر الحب والعاطفة والجمال : عارف تامر ، وتميم بن المعز الأمير الشاعر : محمد عبد الغنى حسن ، ومن المؤلفات التى عنيت بتميم وسواه : فى أدب مصر الفاطمية : د. محمد كامل حسين ، وعصر الدول والإمارات (مصر - الشام) : د. شوقى ضيف ، والأدب فى العصر الفاطمى (2- الشعر والشعراء) : د. محمد زغلول سلام ، وشعر الطبيعة فى الأدب المصرى (القرن الرابع الهجرى): د.عوض على الغبارى ،وثمة دراسات أخرى جاءت معنية بشعر تميم ⁽¹⁾ .
بيدأن اللافت عدم وجود دراسة ضافية مكرسة لوصف هذا الشاعر الذى ظُلم سياسيًّا بإقصائه عن ولاية العهد ، ولم ينل ما هو قمين به من إفراد دراسات مستفيضة لوصفه ، وهو مَنْ أجاد كثيرًا فى هذا المضمار وامتاز كمًّا وكيفًا ، ومن هذا المنطلق فقد تغيا هذا البحث استكناه شعر تميم من جانبه الوصفى ؛ لسبر أغواره ، والإحاطة بمناحيه ، سعيًّا لإنصافه ، وإماطة اللثام عن قيمته .
انصرفت العناية فى هذا البحث إلى الوصف فى شعر تميم عبر شتى نصوصه المزجاة فى إطارى المقطعة والقصيدة مما يتطلب بذل جهد ، ويتضاعف هذا الجهد بتتبع مسيرة الوصف منذ العصر الجاهلى وحتى العصر الفاطمى ؛ للإلمام بموقف تميم من هذا التراث ، وتحديد البعد التناصى ، والوقوف على مدى توفيق هذا الشاعر فى الإضافة إلى جهود سالفى الشعراء ، وذلك فى إطار الطرح التحليلى الدقيق .