تهدف الدراسة الحالية إلى مقارنة دور كل من التدخل اللغوي البنائي والتدخل السلوكي اللفظي في تحسين التفاعل الاجتماعي لدى (4) من أطفال طيف التوحد، ولتحقيق هذا الهدف تبنت الدراسة المنهج التجريبي غير العشوائي وتصميم دراسة الحالة الواحدة (أ ب أ ج)، لقياس إسهام كل من نوعي التدخل. ومن هنا، فقد قام الباحث بتعريض كل طفلين متناظرين لذات الظروف التجريبية؛ الإجراءات القائمة على التدخل السلوكي اللفظي الاجتماعي والإجراءات القائمة على التدخل اللغوي البنائي (متغيرات مستقلة)، وذلك بغرض التحقق من فاعليتهما في تحسين التفاعل الاجتماعي (متغير تابع) لدى عينة من الأطفال المتناظرين ممن يعانون من اضطراب طيف التوحد. وأظهرت النتائج أن التدخل السلوكي اللفظي أكثر فاعليةً وبدرجة جوهرية من التدخل اللغوي البنائي، من حيث (1) عدد مرات التفاعل الاجتماعي، و(2) مدة التفاعل الاجتماعي. ولقد تم تفسير هذا التفوق للتدخل السلوكي في إطار ثلاثة عوامل هي؛ (أ) طبيعة المهارة المُستهدَفة بالتعلم، (ب) طبيعة الدافع المحرك للطفل والمساهم في سرعة تعلم هذه المهارة، (ج) طبيعة إجراءات التدريب التي يستند إليها نوع التدخل العلاجي لتعلم المهارة المُستهدَفة.