هدفت الدراسة الحالية إلى بحث الدور الوسيط لأساليب حل الصراع الزواجي في العلاقة بين التَّفهم الوالدي وسلوك اعتذار الأبناء كما يدركه الوالدان. وتكوّنت العينة من (280) من الأزواج والزوجات ممن لديهم أبناء في مرحلتي الطفولة المبكرة والمتوسطة. وبلغ متوسط أعمار الأزواج (39.51 ± 5.23) سنة، وبلغ متوسط أعمار الزوجات (37.73±5.32) سنة. وطُبّق على أفراد العينة مقياس التَّفهم الوالدي من إعداد الباحثتين، ومقياس سلوك اعتذار الأبناء كما يدركه الوالدان من إعداد الباحثتين، ومقياس أساليب حل الصراع الزواجي إعداد آية محمد (2019). وكشفت نتائج الدراسة باستخدام تحليل المسار عن وجود تأثيرات أو مسارات مباشرة وغير مباشرة بين متغيرات الدراسة. فقد أشارت نتائج عينة الأزواج إلى وجود تأثير مباشر موجب للتفهم الوالدي المعرفي والوجداني على سلوك اعتذار الأبناء كما يدركه الوالدان، أمَّا التأثيرات المباشرة لأساليب حل الصراع الزواجي (الإيجابي، والتجنبي، والعدواني) فكانت غير دالة. كما كشفت النتائج عن أن التَّفهم الوجداني كان أهم المتغيرات التي لها تأثير غير مباشر دال على سلوك الاعتذار، مِن خلال أساليب حل الصراع الزواجي. أمَّا نتائج عينة الزوجات فقد كشفت عن وجود تأثير مباشر موجب للتفهم الوالدي المعرفي على سلوك اعتذار الأبناء كما يدركه الوالدان، بينما كان تأثير التَّفهم الوالدي الوجداني غير دال. كما توصلت النتائج إلى أنَّ الأسلوب التجنبي الانسحابي له تأثير مباشر دال. وأشارت الدراسة أيضًا إلى أن التَّفهم المعرفي كان أهم المتغيرات التي لها تأثير غير مباشر دال على سلوك الاعتذار من خلال أساليب حل الصراع الزواجي. بشكل عام أشارت النتائج إلى أنَّ أساليب حل الصراع الزواجي تتوسط بشكل جزئي العلاقة بين التَّفهم الوالدي وسلوك اعتذار الأبناء كما يدركه الوالدان لدى عينتي الأزواج والزوجات.