لقد كانت التحديات المعاصرة التي تواجه المجتمع الدولي الكارثة التي لم يشهد لها مثيلاً من قبل أو على الأقل في تاريخه الحديث انعكست آثارها على كافة جوانب الحياة في العالم ، ولم ينجو منها التعليم بل أنه كان من أكثر القطاعات تأثراً بتلك الكارثة،(جمال الدهشان ، 2007 ، 1) ، وفي ظل هذا العالم المنكوب وبقاء الطلاب في منازلهم بعيداً عن المدارس والتعليم الثانوي، كان لابد للحكومات ومن بينها مصر أن تتدخل في محاولات للتغلب على تلك الآثار والتي انصبت على اللجوء للاستفادة من التكنولوجيا وآليات التعليم عن بعد من خلال منصات التعلم الرقمية والدروس الافتراضية المقدمة عن طريق الشبكات الاجتماعية والانترنت ، وإعداد مواد دراسية خاصة يتم بثها من خلال تلك المنصات وغيرها من أدوات التعلم الالكتروني (مصطفي 2020، 7) ، وفي ظل السعي الدؤوب من القائمين على العملية التعليمية ونظراً لخطورة الوضع القائم وفي ضوء ضرورة الحفاظ على كافة أفراد المجتمع ووصولاً إلى محاولة الربط بين المدارس والجامعات والمعلمين والطلاب لتحقيق التواصل بينهم لضمان نجاح عملية التعلم عن بعد خلال فترة إغلاق المدارس وانقطاع الدراسة بها(جمال الدهشان ، 2007، 3).
فقد أصبح التعليم عن بعد من الأنماط الجديدة للتعليم والتي تسهم في تحقيق ديمقراطية التعليم العالي ، لأنها توفر فرص التعليم الثانوي لقاعدة عريضة من أفراد المجتمع في أي وقت وأي مكان ، وفي ضوء الطفرة الالكترونية الحديثة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أصبح هناك خطوة جديدة للتعلم الذاتي يستطيع المتعلم أن يتعايش مع موقف تعليمي داخل قاعة الدرس يتلقى المحاضرة ويسأل الحقائق العلمية ويتلقى الاجابة عن استفساراته (عبد التواب عبد اللاه2006، 8-30).
فالتعليم المدمج ليس مجالاً نظرياً بحت يمكن تعلمه من خلال التفسير والتأمل العميق لكنه مجال تطبيقي تكتشف حقائقه من خلال التجربة لاكتساب المعارف والخبرات نحو التعليم وتنمية المعرفة وفقاً لبيئة الكترونية رقمية متكاملة تستهدف بناء مادة علمية وتوصيلها بواسطة الشبكات الالكترونية (شعبان ، 2015 ، 24). فقد جاءت هذه الدراسة لإلقاء الضوء على معوقات تطبيق التعليم المدمج بالتعليم الثانوي في مصر .