لقد كان للكتاب المقدس دورًا بارزًا ومؤثرًا على الفنان المسيحى حيث استفاد منه في ابراز وتوضيح كثيرًا من المعانى الدينية، وتناوله للشخصيات الواردة به بعيدًا عن الواقع، ونتيجة لذلك فقد سعى الفنان إلى تفسير شخصيات في صور غير حقيقية مستمدة من خياله،لابراز مفاهيم وأفكار بعينها، وقد نجح الفنان المسيحى في خلق أشكال وأساليب مختلفة ومتنوعة في الزخرفة، واستخلاص بعض الزخارف بطريقة مبسطة وصياغتها بصور رمزية بما يتوافق مع فهمه وعقيدته،ويمكن تلخيص ماهية الرمزية بأنها ادراك أنَّ شيئًا ما يقف بديلًا عن شىء آخر أو يحل محله أو يمثله بحيث تكون العلاقة بين الإثنين هى علاقة الخاص بالعام أو المحسوس العيانى بالمجرد وذلك على اعتبار الرمز شيئًا له وجود حقيقى مشخص إلا أنَّه يرمز إلى فكرة أو معنى محدد، ولقد لجا الفنان القبطى المسيحى منذ القرون الأولى إلى استخدام الرمزية للتعبير عن العقيدة، وكان سبب ذلك هو تصدى المسيحية منذ البداية لبعض الظواهر الدينية المعقدة، وقد أدى ذلك لظهور المدرسة اللاهوتية التى قامت بتبسيط مفهوم بعض العقائد الدينية، فضلاً عن تأثير الفكر السكندرى، سواء الأدبى، أو العلمى، أو الفنى فى الدين والفن المسيحى، كل ذلك ساعد على ازدهار الرمزية فى الفن المسيحى بجانب الاضطهادات التى تعرض لها
. المسيحيون