يلعب الماء دورًا أساسيًا في حياة البشر، ليس من حيث أهمية هذه المادة في مجال الزراعة وتربية الماشية فحسب، وإنما لما له من دور حاسم في سلامة الصحة لدى الأفراد والجماعات. فإذا كان الماء متوفرًا وذا نوعية جيدة، فإن ذلك ينعكس بالإيجاب على الصحة العامة، أما إذا كان في وضعية رديئة فإنه يتحول الى مصدر للأمراض والأوبئة وبالتالي هلاك الإنسان. ذلك ما لم يستوعبه المغاربة في العصور السابقة، بالنظر الى جهلهم وتدنى الثقافة الوقائية والصحية لديهم. إن تاريخ المغرب الصحي حافل بالأحداث والوقائع المأساوية التي سببها استعمال الماء الملوث في الشرب أو الاستحمام، أو بسبب افتقاد الماء زمن القحوط والمساغب، التي كانت تتعاقب على هذا البلد بشكل دوري. سنتناول ضمن هذا البحث دراسة أخطار الماء الصحية في المناطق الجبلية المغربية من خلال حالة أطلس مراكش خلال فترة الحماية الفرنسية، كما أننا سنتطرق لجوانب من الإجراءات العلاجية والوقائية التي اتخذها المستعمرون الفرنسيون في هذه الربوع الجبلية من التراب المغربي، مع رصد بعض ردود أفعال الجبليين إزاء الأنماط العلاجية الجديدة التي أقحمها الأطباء الكولونياليين في هذا المجال.
 
الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
المصطفى العياطي، "الماء والأحوال الصحية بأطلس مراكش خلال فترة الحماية الفرنسية بالمغرب".- دورية كان التاريخية.- السنة السابعة عشرة- العدد الخامس والستون؛ سبتمبر 2024. ص 143 – 161.