يتطرق هذا المقال إلى موضوع البنية الاقتصادية بالريف المغربي، وإبراز دور الإنتاج الفلاحي والحرفي والمعدني ودور الأسواق في فعل وحركة المقاومة المسلحة التي عرفتها المنطقة، كعناصر شكلت وحدة علائقية ساهمت بأشكال مختلفة في انتصارات المقاومة الريفية على الاستعمار الإسباني مع بداية القرن العشرين. ساهم تدهور الإنتاج الفلاحي والحرفي وتعرض الفلاحين للطرد من أراضيهم وإفلاسهم بعد بدء إسبانيا في استغلال الثروة الفلاحية والمعدنية وانتشار العملة النقدية الإسبانية، وهي مجموع العوامل التي أدت إلى حدوث أزمة بنيوية في مفاصل الاقتصاد والمجتمع. وقد تزامنت هذه التحولات العميقة مع انتشار الأسلحة بكثرة، لتشكل بذلك مجموع العوامل التي ساهمت في تحريك نشأة فعل وحركة المقاومة الريفية التي تمردت على التدخل الإسباني مستغلة الأسواق كفضاء ثقافي واقتصادي واجتماعي وسياسي لمزيد من الدعاية والتحريض والتنظيم. وقد تبين أن الأسواق كفضاءات تجارية وثقافية وسياسية لعبت أدوار رئيسة في تحريك عجلة الاقتصاد والمقاومة، وهو ما يعني أن انتصارات المقاومة الريفية لم تكن معزولة عن بنيتها الاقتصادية التي أفرزتها.
 
الاستشهاد المرجعي بالمقال:
عبد الحفيظ قدوري، "دور البنية الاقتصادية في نشأة حركة المقاومة للتدخل الإسباني بالريف المغربي مع بداية القرن العشرين".- دورية كان التاريخية.- السنة السابعة عشرة- العدد الرابع والستون؛ يونيو 2024. ص 151 – 162.