هدفت هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على الأدوار التي لعبتها الأسرة الحرفية بمنطقة الأخصاص، وتحديدًا بقرية آيت الطالب إبراهيم، في الحفاظ على مهنة صناعة الحلي الفضية وتوارثها ونقلها جيلاً بعد جيل، من خلال التعرف على أهم الأساليب والطرق التي اتبعها كبار السن بالقرية في تعليم أساسيات الحرفة للأبناء أولاً، فضلاً عن الوقوف عند السيرورة التاريخية التي مرت منها هذه الصناعة بالمنطقة من ناحية ثانية، إلى جانب استعراض أبرز الدلالات الرمزية التي تمثلها لدى مختلف فئات المجتمع المغربي ثالثًا، كما هدفت هذه الدراسة كذلك إلى استحضار أهم التحولات والتغيرات التي شهدتها هذه الحرفة سواء كانت إيجابية أو سلبية، مع تبيان بعض السبل الكفيلة لتطويرها، وتجاوز جملة الإكراهات والمشاكل التي يتخبط فيها قطاع الصناعة التقليدية ككل، والحرفي بالدرجة الأولى. وقد تبين أن الصناعة التقليدية من بين أبرز وأهم الثروات التي يمتاز به المغرب، فبالإضافة لكونها قوة اقتصادية مهمة مساهمة في الإنتاج الداخلي الخام للبلاد، فهي ثاني أكبر مشغل لليد العاملة بعد القطاع الفلاحي، إذ تكتسي صبغة تراثية، ثقافية، اجتماعية، لها مكانتها وأهميتها ضمن باقي القطاعات والمجالات الاقتصادية الأخرى.
 
الاستشهاد المرجعي بالمقال:
الحسين بوتجكات، "الحرف التقليدية بإقليم سيدي إفني ودور الأسرة في الحفاظ عليها: صناعة الحلي الفضية بقرية آيت الطالب إبراهيم أنموذجًا".- دورية كان التاريخية.- السنة السابعة عشرة- العدد الرابع والستون؛ يونيو 2024. ص 46 – 57