يتناول عنوان مقالنا شخصية شارل ديغول (1890-1970)، ودوره العسكري والسياسي في تاريخ فرنسا المعاصر، ولقد استهدف شارل ديغول مؤسس الجمهورية الخامسة عام 1958 القضاء على الثورة الجزائرية وعزلها عن الشعب (1958-1962) وامتلاك الأسلحة الاستراتيجية لتحقيق التوازن بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي (1960-1967)، إلا أن الرئيس الفرنسي كان عليه تجاوز العقبات الثلاث التي اعترضت تنفيذ سياسته الخارجية في استعادة المكانة الدولية الضائعة لفرنسا بعد انهيار الجمهورية الثالثة عام 1940 تحت ضربات الجيش الألماني، من جهة، والرغبة في تثبيت عظمة فرنسا في عقيدة الرئيس شارل ديغول (1958-1969) من جهة أخرى، فكانت هذه القضايا: القضية الجزائرية والقضية الألمانية وقضية الوفاق بين الشرق والغرب. يهدف موضوع المقال إلى تحليل القضايا الرئيسية الثلاثة في سياسة الرئيس شارل ديغول، وإبراز العقبات الكأداء التي اعترضت شارل ديغول داخل فرنسا وفي الخارج في سبيل القضاء على الثورة الجزائرية، وفي تحقيق المعجزة الاقتصادية لفرنسا في أوروبا، والرغبة في تحقيق حلم شارل ديغول في بناء عظمة فرنسا المستقلة عن المظلة الأمريكية في قيادة حلف الأطلسي وبناء عالم متعدد القطبية. توصلنا إلى نتائج منها أن مخطط ديغول في القضاء على الثورة الجزائرية واحتوائها ومنع تدويل القضية الجزائرية قد باء بالفشل الذريع، وأن سياسة ديغول لم تحقق أماني مؤسس الجمهورية الخامسة في استرجاع المكانة الدولية لفرنسا.
 
الاستشهاد المرجعي بالمقال:
ميلود بلعالية، "قراءة تاريخية في القضايا الكبرى من سياسة الرئيس شارل ديغول (1958-1967)".- دورية كان التاريخية.- السنة السابعة عشرة- العدد الثالث والستون؛ مارس 2024. ص 155 – 166.