عرفت قبيلة بني مسارة عبر تاريخها الطويل في المغرب كقوة ذات تأثير كبير في محيطها القبلي بمنطقة وزان وبلاد جبالة شمال المغرب. حيث كانت في حالة "سيبة" وتمرد دائم لسلطة المخزن وطغيان على جيرانها من القبائل مما جعلها تحتل مكانة مرموقة بين قبائل السيبة في منطقة وزان. وحتى الأجانب خاصةً الفرنسيين الذين درسوا أوضاع القبيلة خلال القرن التاسع عشر صنفوها على رأس قبائل "السيبة" بمنطقة وزان، بسبب شيوع حمل السلاح والقوة الحربية الطاغية على الجيران، ونتيجة لتعاقب قواد مستبدين طائشين على المجتمع القبلي ومؤسساته، وهذا ما أدى إلى تفسخ العلاقات الاجتماعية، وضعف سلطة الدولة بالقبيلة وانعدام الأمن بالنسبة للتجار والغرباء داخل ترابها أو في المناطق المجاورة لها، حيث انتشار الفوضى والاضطرابات. يضاف إلى ذلك المرحلة التاريخية الحرجة التي أدت إلى إضعاف الدولة المغربية، بتزايد الضغوط الأوربية عليها وتأثيراتها السلبية بفقدانها لهيبتها واستنزاف لماليتها، وهذا ما أثر سلبًا على أوضاع القبائل والمجتمع وفي علاقتها مع سلطة الدولة، حيث التمرد الدوري على المخزن الذي لم تكن تتجاوز سلطته في بعض الأحيان الجانب الروحي، أما زمنيًا فكانت تمارس ظرفيًا فقط عندما تكون سلطة المخزن قوية عبر الحركات التي كانت تؤدب وتغرم، لكن بمجرد مغادرتها تعود القبيلة إلى ممارساتها السابقة.
 
الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
إبراهيم بل العافية، "أسباب "سيبة" قبيلة بني مسارة على المخزن المغربي في منطقة وزان أواخر القرن التاسع عشر الميلادي".- دورية كان التاريخية.- السنة السادسة عشرة- العدد الثاني والستون؛ ديسمبر 2023. ص 189 – 203.