يسعى هذا المقال إلى إبراز أهمية المصادر الدفينة -كتب المناقب أنموذجًا- في الكشف عن المجالات المهمشة (الهوامش)، التي أدارت لها المصادر التاريخية التقليدية ظهرها، بحكم أن منهجها في الكتابة التاريخية هو التركيز على التاريخ السياسي، وتاريخ البلاط التي احتضنت حواضر الملك أحداثه، وهو ما يتضح من خلال عناوين كتبها مثل: "جني زهرة الآس في بناء مدينة فاس"، و"الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس"، و"الحلل الموشية في ذكر الأخبار المراكشية" وغيرها من المؤلفات، في غياب تام لحضور البوادي في عناوينها، وإن ذكرت في متونها فهي غالبًا تأتي في سياق ما هو سياسي (حرْكة، جمع الضرائب، مرور السلطان...) وفي ظل هذا الفراغ الحاصل في المصادر التاريخية على مستوى حضور الهوامش، أسهمت مادة كتب المناقب بشكل كبير في ملء هذا الفراغ من خلال تأليف موسوعة "معلمة المغرب". فالباحث في المجالات المهمشة ملزم بالعودة إلى "المصادر الدفينة" منها كتب المناقب. كما يستنتج أن مادة كتب المناقب الغزيرة حول الجغرافية التاريخية أسهمت بشكل كبير في تأليف أجزاء "معلمة المغرب"، حيث عاد المشاركون بالمعلمة إلى كتب المناقب في كثير من المرات، بعدما لم تسعفهم كتب التاريخ في تحديد بعض المجالات.
 
الاستشهاد المرجعي بالمقال:
سماعيلي رشيد، "إسهام مادة كتب المناقب حول المجالات المهمشة في إنجاز موسوعة معلمة المغرب".- دورية كان التاريخية.- السنة السادسة عشرة- العدد الثاني والستون؛ ديسمبر 2023. ص 114 – 121.