تكتنف البحث في طبونيمية المائية صعوبات كثيرة، فالدراسات والأبحاث التي اهتمت بالدلالة اللغوية والطوبونيمية للمجال المغربي اقتصرت على أسماء القبائل والمدن وتتبع دلالتها الجغرافية والبشرية، ولم يكن البحث في الطوبونيميا المائية يحظى باهتمام كبير من لدن الباحثين. ويأتي عزوفهم عن البحث في الأعلام الجغرافية ذات الصلة بالماء إلى النقص الحاصل في المادة التوثيقية الكفيلة بكشف ملابسات التسمية ودلالاتها البشرية والجغرافية واللغوية، وإلى تحوير أصل بعض الأسماء ذات الارتباط بالمجاري المائية وتغيير نسقها اللغوي، بالإضافة إلى الصعوبات المنهجية التي تعتري التتبع التاريخي لها نتيجة غياب البحث الأثري. إن السعي إلى الكشف عن المضمون اللغوي والجغرافي للأسماء المرتبطة بالمجاري المائية يستدعي التوفر على تسلسل زمني للنصوص والوثائق، وهو ما يصعب القيام به في الوقت الراهن نتيجة تباين الإشارات المصدرية وتعارضها في بعض الأحيان، وفقدان بعضها للأسس التاريخية وهيمنة الجانب الأسطوري على بعضها، كما أن محاولة التتبع التاريخي لتلك التسميات يفرض تحديد منهج للبحث لتجنب التيه في الحقب التاريخية باعتبار أن تاريخ ظهورها يظل مجهولاً.
 
الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
السهلي محمد، "الطبونيميا المائية الطبيعية في المغرب من خلال المصادر التاريخية الدفينة: حالة واد "بوفكران" بمجال مكناسة الزيتون".- دورية كان التاريخية.- السنة السادسة عشرة- العدد الثاني والستون؛ ديسمبر 2023. ص 43 – 53.