اعتمد الاستعمار الفرنسي بموازاة توسعاته العسكرية على العلم والمعرفة، وفي هذا الصدد صاغ "باحثوه الاستعماريون" عدة نظريات، هدفها الأساسي هو تسهيل عملية الاحتلال. ومن ضمن البلدان التي انكبوا على التعرف عليها ودراسة مختلف التشكيلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية له، نجد المغرب، حيث اهتموا به منذ احتلاله للجزائر سنة 1830، وأصبح هذا الاهتمام مهيكلاً ومؤسساتيًا ابتداءً من سنة 1902 مع تأسيس البعثة العلمية بطنجة، وهو ما تواصل خلال مرحلة احتلال البلد، ومن ضمن ما ركزوا عليه في أبحاثهم ودراساتهم العنصر الأمازيغي، الذي نسجوا حوله العديد من الأساطير تخص تاريخهم ولغاتهم وديانتهم ومختلف التسميات التي عرفوا بها وأصولهم. تستهدف هذه الدراسة إبراز جوانب تاريخية ولسنية واجتماعية مرتبطة بتاريخ الأمازيغ بالمغرب، والوقوف عند مختلف التصورات الاستعمارية المبنية حولهم، والكشف عن خلفياتها الأيديولوجية، وما استهدفته من رغبة في الفهم العلمي من أجل الضبط السياسي والتحكم الإداري والعسكري. وهو ما سنحاول تبيان خطوطه العريضة ضمن هذا المقال، معتمدين على مجموعة من المراجع والدراسات العربية والفرنسية، والتي درست تاريخ المغرب خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، معتمدين على منهجين: المنهج التاريخي والمنهج الوصفي.
 
الاستشهاد المرجعي بالمقال:
عبد الفتاح أيت أدري، "الأمازيغ ضمن الأسطورة الاستعمارية الفرنسية".- دورية كان التاريخية.- السنة السادسة عشرة- العدد الستون؛ يونيو 2023. ص 175 – 184.