تهدف هذه الدراسة إلى إبراز دور -المصادر غير الإرادية -كالنوازل الفقهية في جميع المجالات التي عرفها مجتمع الغرب الإسلامي خلال الفترة، ومن ضمنها الجانب الطبي؛ ومما لا شك فيه أن الفقهاء كانت تٌعرض عليهم مسائل تتعلق بالطب عن طريق الاستفادة من علاجه ومنافعه الطبية، كما فٌصلت في بعض أنواعها؛ فتنوعت أشربة الطب في الغرب الإسلامي الشيء الذي منح للباحث في الجانب التاريخي معطيات تكتنزها هذه النوازل لمعرفة ملامح الطب وتطورها بالغرب الإسلامي، والعلاقة التي ترتبط بين الفقه والطب. كما سمحت عملية استقراء النوازل المخصصة للأشربة وعلاقتها بالطب؛ بالكشف عن علاقة الفقهاء بالطب وطرائق علاجه، ويبدو أن هذا الترابط بين الفقه والطب عمومًا وبالصيدلة وصناعة الأشربة النافعة خصوصًا، هو ما جعل عددًا من الفقهاء يمتهنون الطب والصيدلة. وصفوة القول، أن النظر إلى النوازل الفقهية قد يساعد- قدر الإمكان- على دراسة العلاقة بين الأشربة والطب في شقه التاريخي لمعرفة ملامح التطور الطبي الذي عرفه مجتمع الغرب الإسلامي في الفترة الوسيطية كما يمكن أن يساهم موضوع الأشربة في دراسة التاريخ الاجتماعي، والكشف بوضوح عن علاقة المجتمع في ارتباطاته بالفقه، حيث مثل الفقه المالكي الإطار القانوني الذي وجه وأطر أغلب أنشطة المجتمع بما في ذلك العلاقة بين الأشربة والطب، أنشطة قد تخالف طموح الدول المتعاقبة على المجال وقد تؤيده، لكنها تظل في عمومها مسندة بالاجتهاد الفقهي المالكي.
 
الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
أنوزلا مجيد، "الأشربة والطب في الغرب الإسلامي من خلال النوازل الفقهية".- دورية كان التاريخية.- السنة السادسة عشرة- العدد الستون؛ يونيو 2023. ص 80 – 92.