يهدف هذا المقال إلى رصد أهم مراحل تطور الجغرافية العربية الإسلامية، منذ بواكيرها الأولى في الفترة الأموية وصولاً إلى القرن الثامن الهجري وقت ظهور الموسوعات الجغرافية الكبرى، ومن ثَمَّ الوقوف على المحطات الأساسية لهذه الجغرافية، ورصد المؤثرات الداخلية والخارجية التي نهلت منها، وطبيعة العلاقة بين المعرفة الدينية والمعرفة الجغرافية في هذه المصادر؛ كما يروم المقال من جهة أخرى إلى الوقوف على تمثل صورة الأرض في المصادر الأساسية للجغرافية العربية الإسلامية من القرن (الثالث الهجري/ التاسع الميلادي) إلى القرن (الثامن الهجري/ الخامس عشر الميلادي)، وتحديد تمثل المصادر العربية الإسلامية (الجغرافية) للصورة العامة للأرض وتحديداتها الجغرافية من مساحة، وخطوط طول وعرض، وخط استواء وموقعه، والأجزاء العامرة والفارغة، وغيرها من التحديدات المرتبطة بالصورة العامة لشكل الأرض؟ وذلك من أجل فهم تطور نظرة الجغرافيا العربية الإسلامية لخارطة الكرة الأرضية، والوقوف على المراحل الانتقالية الكبرى في تاريخها، بغية الإجابة على سؤال أساسي وهو إلى أي حد يظل تمثلنا للكرة الأرضية استمرارًا للتمثل الوسيطي الذي يُعَدّ بدوره استمرارًا للقديم؟ وهل نحن إزاء سردية جغرافية ثابتة أم متحولة؟
 
الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
يوسف المساتي، "تطور صورة الأرض في المصادر الجغرافية العربية الإسلامية (ق 3 – ق 8هـ/ ق9 – 15م)".- دورية كان التاريخية.- السنة السادسة عشرة- العدد الستون؛ يونيو 2023. ص 29 – 42.