مما لا شك فيه أن عُمان اتسم تاريخها بتراث كبير امتزجت فيه قدم الحضارة وعراقتها بروح الأصالة والإبداع والتطور، إذ امتاز العُمانيون بكونهم من أمهر أبناء منطقة الخليج العربي بصناعة السفن وقيادتها، وبذلك ارتبط تاريخهم بشكل كبير بتلك المهنة التي زاولوها منذ القدم ومارسوا دورًا كبيرًا في تجارة المنطقة ونشاطها الملاحي. وعلى هذا الأساس يأتي موضوع بحثنا المعنون "السفن العُمانية في المصادر التاريخية الأجنبية" الذي يحاول إبراز المصادر التاريخية التي تناولت ذلك الموروث الحضاري (السفن) الذي امتازت به عُمان عبر تاريخها، حيث تطرق البحث إلى المصادر الأصلية التي تحدثت عن السفن العُمانية ونقصد بذلك الوثائق الأجنبية لا سيما البريطانية ومنها وثائق حكومة بومباي، وكذلك المجلدات الوثائقية التي كتبها البريطاني سلدانها وأيضًا كتاب دليل الخليج لمؤلفه البريطاني لوريمر، فضلاً عن مذكرات الرحالة والمسؤولين الأجانب الذين زاروا المنطقة لاسيما خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر والذين نقلوا لنا معلومات وافية عن تلك السفن من حيث كيفية بناءها والمواد الداخلة في بناءها وأنواعها وأحجامها ومسمياتها وحمولتها وطولها وعرضها وكذلك تجارتها والمناطق التي تبحر إليها والأسعار التي كانت تباع فيها حتى أن اغلب إمارات الخليج العربي كانت سابقا تعتمد على عُمان في شراء السفن وهذا يعني أنها كانت تدر أرباحًا طائلة على أبناءها بل وانها كانت مصدر معيشتهم ورزقهم سواء من خلال تصنيع تلك السفن وبيعها أو من خلال استخدامها في أثناء مواسم الغوص على اللؤلؤ وصيد الأسماك أو لغرض المتاجرة مع المناطق المختلفة. وتناول البحث تلك السفن من خلال المصادر والدراسات الحديثة والمراجع التاريخية التي تناولت تلك السفن، وأيضًا التعرف على الرسائل والأطاريح الجامعية والبحوث المنشورة في المجلات العلمية والتي تحدث عنها وعن دورها في النشاط التجاري والملاحي لعُمان خلال تلك المراحل التاريخية.
 
الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
عماد جاسم حسن، "السفن العُمانية في المصادر التاريخية الأجنبية".- دورية كان التاريخية.- السنة السادسة عشرة- العدد التاسع والخمسون؛ مارس 2023. ص 73 – 85.