اعتمد القادة السياسيون والعسكريون في دولة المماليك، استراتيجيات متنوعة في التحركات العسكرية والمعارك الحربية، وجمع المعلومات عن العدو، وكان هناك وحدات خاصة تتولى عملية التضليل والخداع واستخدام الحيل والمكائد الحربية. وقد زخرت مصادر العصر المملوكي، المعاصرة والمواكبة للأحداث السياسية والعسكرية المختلفة، بمعلومات غزيرة عن أساليب التمويه والتنكر والخدع. تتناول هذه الدراسة الخدع العسكرية لدولة المماليك في مصر والشام، مثل التمويه والخدع وسياسة الاستقطاب واستخدام الشفرات السرية سواء في المعارك أو الرسائل المتبادلة بين المسؤولين والقادة السياسيين والعسكريين، مما كان له أكبر الأثر في حسم المعارك والحروب التي خاضتها دولة المماليك مع أعدائها، سواء كانوا المغول أو الفرنج، وتأتي أهمية هذا الموضوع كونه موضوعًا على قدر كبير من الأهمية، لما له من أثر كبير في سير الأحداث في تاريخ دولة المماليك السياسي والعسكري. وقد اعتمد الباحث في بحثه على المنهج التاريخي الوصفي التحليلي، والذي يستند على القيام بجمع الأدلة عن المظاهرة أو الإشكالية في الماضي، ومن ثَمَّ الوصول إلى النتائج ذات القرائن. فقد تبين إن استخدام الخدع العسكرية في الحرب، يشكل عنصرًا رئيسًا في حسم المعركة في أسرع وقت وبأقل الخسائر البشرية والمادية، ويمثل استخدامها ضمانة كبيرة لحقن الدماء وسلامة الأوطان، ويعالج الفروق بين الجيوش في العدد والعتاد.
 
الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
عبد الجبار أحمد محمد العملة، "الخدع العسكرية لدولة المماليك في مصر والشام 648-923هـ/1250-1517م".- دورية كان التاريخية.- السنة الخامسة عشرة- العدد الثامن والخمسون؛ ديسمبر 2022. ص 94 – 108.