ستأتي مشاركتي المتواضعة هذه من خلال مقال سيسلط الضوء على التعليم والمسألة التعليمية عبر تاريخ المغرب عن طريق قراءة في مجلة أمل التاريخية الأعداد 28-29-30. هذه القراءة ليست مادة علمية مستهلكة بقدر ماهي إعادة الاعتبار لموضوع حي من جهة، ومن جهة أخرى إعادة النبش في معطيات مجلة تاريخية ذات قيمة علمية كبيرة، ولاختيارنا البحث في هذا المحور عديد المبررات من قبيل ما تعيشه بلادنا وواقع التعليم بها، بهدف وضع مقارنة بين الماضي والحاضر وهذا لا يتأتى لجميع التخصصات لكنه ليس بالعسير على تخصص كالتاريخ يمكننا من معرفة الماضي لفهم الحاضر واستكشاف المستقبل، طبعا هذه هي غايتنا القصوى من وراء البحث في موضوع التعليم عبر تاريخ المغرب من خلال مقاربة زمنية تمكن من مقارنة الأمس باليوم لوضع اليد على الاختلالات ومحاولة طرح حلول لتجاوز الأزمة الحالية. وعلى العموم فمساهمتنا ترمي الى المشاركة بعمل قيم وجبار ضمن الأعمال المهمة التي تسهر مجلتكم المحترمة على نشرها والاهتمام بها من جهة، ومن جهة أخرى رغبة في التشجيع على النبش في هذا المجال، لعل الباحثين ينجحون في اكتشاف بعض الأسباب الحقيقية لأزمة وضعت قدمها في اتجاه الاستفحال. وستسلط هذه المساهمة الضوء على المسألة التعليمية في الفترتين الوسيطية والحماية الفرنسية من الناحية الزمنية، أما مجاليًا فسنزاوج بين البوادي والمدن لمعرفة الواقع التعليمي بهما في محاولة لرسم معالم واضحة عن التعليم بالمغرب عبر التاريخ. هذه الدراسة ستعيد النبش في المقالات التي جاءت بها أعداد مجلة أمل لضخ دماء جديدة في محور البحث حول التعليم وبعث هذه القضية من جديد لأنها قضية حاسمة في تاريخ البلدان، وذلك عبر قراءة رصينة، جادة ومسؤولة ملتزمة بقواعد البحث التاريخي والعلمي بعيدة عن الاجترار والمستهلك، ساعية الى تقديم إضافة نوعية من شأنها تدعيم الإصلاح التعليمي الذي تنخرط فيه بلادنا بشكل واضح.
 
الاستشهاد المرجعي بالمقال:
محمد الراشيدي، "التعليم والمسألة التعليمية عبر تاريخ المغرب: قراءة في مجلة أمل التاريخية من خلال الأعداد (28، 29، 30)".- دورية كان التاريخية.- السنة الخامسة عشرة- العدد السابع والخمسون؛ سبتمبر 2022. ص 104 – 116.