شهدت الدراسات التاريخية بالمغرب، منذ الاستقلال إلى اليوم، تحولاً كبيرًا من الناحيتين الكمية والكيفية، وذلك في سياق الدينامية التي عرفتها الجامعات المغربية خصوصًا منذ السبعينيات من القرن العشرين الميلادي، والتي أفرزت أجيالاً من الباحثين في التاريخ. وقد اختلفت ملامح هذا التحول حسب ظرفيات البحث وهواجسه، وأدوات اشتغاله. وقد ظهرت أساليب جديدة في كتابة التاريخ، فبرزت موجة الاهتمام بالتاريخ الجهوي، وكتابة تاريخ العديد من المناطق والقبائل والمدن والبوادي والزوايا التي لم تنل حظها من الكتابات التاريخية التقليدية. يتناول المقال تعريفًا للتاريخ الجهوي باعتباره تاريخًا يهتم بدراسة مناطق وجهات محددة مكانيًا وأحيانًا زمانيًا، ثم سياق بروز الاهتمام بهذا الحقل والمرتبط بمدرسة الحوليات وروادها الذين كشفوا النقاب عن تاريخ العديد من الأقاليم والمناطق والقرى خاصة بفرنسا. كما يتطرق هذا العمل إلى خصائص وآفاق التاريخ الجهوي، والذي شكل تجديدًا في حقل الدراسات التاريخية على صعيد المواضيع، التجديد الزمني، تنويع المادة الوثائقية، الانفتاح على العلوم المساعدة والمجاورة للتاريخ. واختتمت المداخلة بالحديث عن بعض التجارب الرائدة في كتابة التاريخ الجهوي.
 
الاستشهاد المرجعي بالمقال:
يوسوفي كريم، "التاريخ الجهوي بالمغرب: المفهوم، السياق، الخصائص، وجرد لنماذج الدراسات التاريخية".- دورية كان التاريخية.- السنة الخامسة عشرة- العدد السادس والخمسون؛ يونيو 2022. ص 207 – 217.