من المؤكد أن اهتمام الأوروبيين بالقارة الإفريقية عامة، ومنطقة الحوض الأوسط للنيجر خاصة، اندرج في سياق تاريخي محدد ومحسوم فيه الآن، وهو السباق المحموم لاكتشاف المناطق المزمع استعمارها آنذاك. وتبعا لذلك نظمت الدول الأوروبية رحلات استكشافية متعددة الانتماءات والتخصصات، استحوذت فيها إنجلترا وفرنسا على النصيب الأوفر بشكل يعكس اهتمامهما بالمنطقة. يهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على جانب من الرحلات الاستكشافية الأوروبية لمنطقة الحوض الأوسط للنيجر، خلال نهاية القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر الميلادي، من خلال نموذج رحلة "مانغو بارك"، ويشتمل هذا المقال على مجموعة من المباحث حاولنا من خلالها التعريف بهذه الرحلة، وبصاحبها وسياقها التاريخي، وأهم الأهداف التي جاء من أجلها صاحب الرحلة إلى منطقة الحوض الأوسط للنيجر، ناهيك عن الصور والانطباعات التي خلفها الرحالة حول المجال المذكور. وقد توصل البحث إلى اعتبار رحلة "مانغو بارك" من الرحلات النفيسة والنادرة، نظرًا لما تزخر به من معطيات وبيانات وإضافات قيمة وفي غاية الأهمية، من شأنها-إذا ما استغلت بالكيفية المثلى والصحيحة-أن تسد الفراغ المعرفي والبياض الذي تشكو منه الكتابات التاريخية المحلية، التي يغلب عليها الشح والابتسار، سواء على صعيد عناصرها الإخبارية أو ما قدمته من حقائق ووقائع موثقة.
 
الاستشهاد المرجعي بالمقال:
هشام بلمسرحة، "جوانب من الحياة الاجتماعية في منطقة الحوض الأوسط للنيجر خلال القرن التاسع عشر الميلادي من خلال الرحلات الاستكشافية الأوروبية: رحلة "مانغو بارك" نموذجًا".- دورية كان التاريخية.- السنة الخامسة عشرة- العدد السادس والخمسون؛ يونيو 2022. ص 167 – 174.