واجه العالم في السنوات الأخيرة أزمة عالمية تمثلت في ظهور وباء الكورونا المستجد، وتزايدت أعداد الإصابات في وقت قصير لم تستطع التجهيزات الصحية التي وفرتها أكثر دول العالم تقدما السيطرة على تلك الأزمة، ما تطلّب اهتماماً موازياً بتفاصيل فراغتنا الداخلية ومساحات عملنا. كان لابد علينا كمصممين في مجال تصميم الفراغات الداخلية من استيعابنا لما تفرضه تلك الجائحة من توجيهات جادة للدفاع عن المناخ والبيئة ومكافحة التلوث، والبدأ في البحث عن مفاهيم خاصة بالعلوم الإنسانية لصياغة فراغ داخلي يكون أكثرتركيزًا على السلامة الشخصية، والأخذ في الاعتبار أن تصبح المساحات الداخلية أكثر مرونة وتنوعًا، مع مراعاة عناصر التصميم التي يمكن أن توفر التباعد الجسدي والسلامة الشخصية، ولكنها توفر أيضًا تفاعلًا طبيعيًا مع الأشياء اليومية، ومن ضمن هذه العلوم علم العلاقات البينية ( البروكسميكس) وهو العلم الذي يختص دراسة المسافات بين البشر، وكيف تؤثر هذه المسافات على سلوكهم ومشاعرهم. منها على سبيل المثال مراعاة اساسيات متطورة لدراسة عناصر التصميم الداخلى و الخارجى ( ارضيات ، حوائط ،........ ، الإضاءة ، التهوية ) وتحديد عدد الأشخاص الذين يقطنون الفراغ الداخلى الواحد.  ويكون ذلك بمراعاة هذه الأسس والمعايير حتى يمكننا من إنشاء مساحات مريحة ومثيرة للاهتمام للبشر للوصول الى أفكار تصميمية جديدة ومبتكرة لاحتواء المصابين ووقاية ذويهم أثناء الالتزام بتطبيق العزل المنزلي. ومن هنا تكمن مشكلة البحث في قلة الدراسات والأبحاث  حول تطبيق مفهوم البروكسميكس في صياغة الفراغ الداخلي رغم قدم المصطلح . يهدف البحث إلى استعراض لمفهوم البروكسيمكس قديما وأثر تطبيق مفهوم البروكسيمكس في صياغة الفراغ الداخلي . كما تتضمن أهمية البحث في ضرورة فهم لغة الفراغ الداخلي واعادة استخدامه عن طريق تطبيق مفهوم البروكسميكس.