يعد الأثاث عنصراً متمماً للعمارة وملازماً لها، فلطالما كان هناك ارتباط وثيق بين الهندسة المعمارية والأثاث في بناء الفراغ المعماري عبر التاريخ ⁽⁸⁾، وقد يكون من الصعب تحديد القواسم المشتركة بين الأثاث والهندسة المعمارية فحجم العمارة أكبر بكثير، ولكن بالفعل يوجد رابط قوي إلى حد ما بين عملية  تصميم الأثاث وعملية تصميم المباني التي يوضع فيها هذا الأثاث. فلقد قال جان بروفيه: "لا فرق أساسي بين بناء الأثاث وبناء المنزل" حيث يمكن التفكير في الأثاث باعتباره صورة مصغرة للهندسة المعمارية فبشكل عام مازال يتم التعامل مع التصميم الهيكلي والتفاصيل، ولكن ليس بحجم المبنى، كما يتفاعل الأشخاص مع المباني كثيرًا بالطريقة نفسها التي يتفاعلون بها مع الأثاث، ولكن يختلف مستوى التفاعل فقط فيما يتعلق بما تفعله على وجه التحديد مع الشيء. ومن هنا تظهر مشكلة البحث والتي يمكن طرحها في هذا التساؤل: هل يمكن انشاء الفراغ على نطاق العمارة في ضوء لغة تصميم الأثاث؟ وما هو مفهوم الفن الشامل؟ يهدف البحث إلى التعرف على مفهوم التصميم المتكامل للعمارة والأثاث "مفهوم الفن الشامل" بالمعني الحديث، بالإضافة إلى العلاقة بين الأثاث والعمارة من خلال الفكر الفلسفي، كما تتضمن منهجية البحث دراسة حالة لأحد المنازل المعمارية "منزل شرودر" التي يتضح فيها مفهوم الفن الشامل بالدراسة والتحليل. وكانت من أهم نتائج الدراسة أن كل من الأثاث والهندسة المعمارية يعتمد كل منهما على الآخر، فهناك درجات مختلفة من التفاعل بين الأثاث والعمارة وفي كل عصر نوع من التأثير لا يمكن فصله بشكل كامل، بالإضافة إلى أن كل من التكنولوجيا وأسلوب العمارة يؤثران على اتجاه تطوير الأثاث، كما يوصي البحث بضرورة إجراء العديد من الدراسات التي تهتم بكيفية التصميم والتحليل البنائي للأثاث المعماري الحديث.