تتميز حضارتنا المصرية بالثراء التراثي، وبالرغم من ذلك فإن معظم تصميمات الأثاث تفتقر للهوية المصرية، وذلك لأسباب منها عزوف بعض مصممي الأثاث عن مفردات التراث في أعمالهم خوفاً من صعوبة صياغتها بشكل معاصر أو لسيطرة الاتجاه المعاصر على الفكر التصميمي العام، ومن هنا تكمن مشكلة البحث ما هي السبل والمدخلات التي يمكن لمصمم الأثاث المصري من خلالها توظيف مفردات التراث في أعماله لإنتاج تصميمات أثاث معاصرة ذات هوية مصرية؟ وتفترض الدراسة أن سبل الاستلهام من التراث تقع في ثلاث مداخل من شأنها أن تُسهم في إعادة إحياء التراث في أعمال الأثاث بشكل معاصر وهي كالتالي: أولها المدخل الإحيائي الصريح للتصاميم التراثية من خلال تقليد تشكيلات قديمة ونقلها كما هي غالباً من مظهرها الخارجي، ويعتمد هذا المدخل على المحاكاة والاقتباس المباشر من مصدر الإلهام، وثانيها المدخل الانتقائي الذي يتعامل مع التراث من منطلق أنه مصدر لصياغات مفردات وعلاقات تشكيلية فراغية، حيث يستعير هذه المفردات ويحاول صياغتها داخل النتاج التصميمي المعاصر، ويعتمد هذا المدخل على التجريد والاقتباس الغير مباشر من مصدر الإلهام، أما المدخل الثالث فهو المدخل التحليلي الذي يحاول إعادة صياغة المفردات والمفاهيم التشكيلية البصرية أو الوظيفية للتراث بصورة عصرية تتوافق وروح العصر مع التطبيق الواعي للتكنولوجيا الحديثة، ويعتمد هذا المدخل على الفكر الإبداعي والتحوير في مصدر الإلهام وهنا تكون المرجعية للتراث مرجعية مفاهيمية وليست مرجعية شكلية سطحية، ويهدف البحث إلى رصد وتحليل بعض قطع الأثاث كأمثلة على المداخل التي اتبعها المصممين في توظيف التراث لإنتاج أثاث معاصر بهوية مصرية، وتحديد مداخل الاستلهام من التراث التي تساعد على تصميم أثاث يحمل الهوية المصرية، وتوصل البحث إلى أنه يمكن اتباع المداخل بشكل منفصل أو الدمج بين أكثر من مدخل لإحياء التراث في قطع أثاث معاصرة.