شهد العقد الماضى اهتماماً كبيراً بدراسه العلاقة بين المتغيرات الجينية للعمارة والنمط التصميمى المعمارى وبين متغيرات العوامل البيئية. وهى احدى الدراسات المنبثقة من علم الوراثة الذى يدرس الخريطة الديناميكية التى تحدث بفعل التغيرات فى النمط الجينى و النمط الظاهرى، حيث تختلف البنية الظاهرية للكائنات الحية بأختلاف الخلفية الجينية و كذلك بأختلاف العوامل البيئية المحيطة بهم، فظهرت العماره الجينية كمفهوم يحاكى هذه الدراسات، حيث ان الشكل المعمارى أصبح له نمطا تصميميا مرتبط بالعوامل البيئية المحيطة و يتغير هذا النمط بتغيير العوامل البيئية مثله كمثل النمط الجينى للكائنات الحية. هذه التغيرات البيئية الديناميكية يتبعها تغيرات فى أنماط و خصائص التصميم فيما يسمى التصميم الجينى. ومن هنا تظهر إشكالية البحث والتى تتمثل فى إمكانية تطبيق مفهوم العمارة الجينية فى تصميم مبانى لديها القدرة على التكيف مع المتغيرات البيئية المختلفة من خلال تطبيق مفهوم الهندسة الوراثية، كما تكمن أهمية  هذا البحث فى التركيز على علاقة الهندسة الوراثية بالعمارة الجينية والتأكيد على دورها فى الأرتقاء بالنمط المعمارى، ويستند البحث إلى المنهج الوصفى التحليلى من خلال وصف وتحليل بعض النماذج المعمارية فى نطاق المنظومة الجينية، وتهدف الدراسة إلى إستخلاص مستويات التماثل بين الهندسة الوراثية والعمارة الجينية من خلال وضع إطار نظرى يشمل مكونات هذه العلاقة. وقد أسفر البحث عن بعض النتائج وهى أن مكونات وعناصر التصميم المعمارى عبارة عن مجموعة من الجينات التى تكون محملة بالمعلومات التصميمية المسئولة عن تحديد الشكل المعمارى بما يتوافق مع البيئة المحيطة، وأن العمارة الجينية تشترك مع الهندسة الوراثية فى تغيير التكوين عن صورته المادية الظاهرة ليلائم الظروف والتغيرات التى تحدث بالبيئة المحيطة من خلال التعديل فى العلاقات بين العناصر وأجزاء التكوين