يهدف البحث إلى الكشف عن مدى التداخل بين القيم التشكيلية للنحت والحُلي في مقتنيات حُلي الملك "توت عنخ آمون"، حيث تعد مجوهراته من أشهر مجوهرات مصر القديمة، فهي تضم عدداً كبيراً من الحلي والمجوهرات متنوعة الأشكال، وقد نجح فنان هذا العصر في توظيف القيم التشكيلية للنحت بأنواعه المختلفة (المجسم والبارز والغائر والمفرغ) مما زاد من جماليات تلك القطع، فصنع من أفكاره الإبداعية نظم بنائية قائمة على علاقات عضوية وهندسية بشكل يحقق وحدة العمل وترابطه ويحقق الإيقاع المتجانس، كما استطاع التعبير عن مفهومه للكتلة والفراغ في نظم وحداته داخل مساحات، راعى فيها الفنان أسس التصميم داخل قطعة الحلي الواحدة. مما كان دافعاً إلى الكشف عن دور النحت في إثراء جماليات تلك القطع ومدى التداخل بين مجالي النحت والحلي في هذا العصر الذي يعد من أزهى عصور مصر القديمة، من خلال تسليط الضوء على أهم نماذج الحلي التي عثر عليها بمجموعة الملك التي تجلت فيها القيم التشكيلية للنحت عبر الحضارة المصرية القديمة، وقد ساهمت تلك الأعمال الفنية في إمدادنا بأدلة واضحة عن مدى تطور الحلي في هذا العصر ومدى الاستفادة من النحت بنوعيه البارز والمجسم  والذي مثَّل دوراً بارز الأهمية في تحقيق العلاقة الجمالية فيما بينهما. وقد أفضى البحث إلى عدة نتائج يأتي على رأسها أن هناك علاقة تأثير وتأثر بين مجالي النحت والحلي، حيث تم الاستفادة من الفلسفة الجمالية والفنية للنحت في إضفاء صيغ جمالية على حُلى الملك "توت عنخ آمون" من خلال إضفاء حالة من التجانس والترابط بين توظيف العناصر النحتية والحلي في كيان قوي متجانس يجمع بين جماليات الشكل والوظيفة في نفس الوقت.