إن التطور المتنامي للفكر المعماري في القرن الحادي والعشرين أفرز أشكالا واتجاهات غير مسبوقة تمثلت في المعمار، وهذه الاتجاهات مبنية على أساس أفكار تصميمية خلاقة ومتجددة من حيث الشكل والمضمون، لأنها كانت مرتكزة على التكنولوجيا والمعلوماتية والرقمية، الأمر الذي نتج عنه نسيج عمراني متطور ومختلف بكل أبعاده، وحيث أن التصميم الداخلي يكمل العمارة فقد تأثر بتلك الاتجاهات المعاصرة لتشكيل عمارة جديدة منذ مطلع القرن الحالي.  ومع كل هذه التطورات التكنولوجية وظهور العمارة الرقمية باتجاهاتها وتطبيقاتها المختلفة انعكس ذلك على التصميم الداخلي الذي كان لابد له أن يواكب مثل هذه التطورات، ومن هنا ظهرت الحاجة إلى دراسة بعض التوجهات المعمارية المعاصرة خلال القرن الحادي والعشرين وانعكاسها على التصميم الداخلي والأثاث الذي أدى إلى تكوين فكر تصميمي وفلسفي مغاير لما كانت عليه هذه الاتجاهات في الماضي. ومن هنا تتمثل مشكلة البحث في التساؤل التالي ما مدى تنوع الاتجاهات المعمارية المختلفة في القرن الحادي والعشرين؟ وما هو انعكاسها على اتجاهات التصميم الداخلي في تلك الفترة؟ ومن هنا يهدف البحث الى دراسة بعض هذه الاتجاهات بما تحويه من نظريات تصميمية وعوامل تكنولوجية خلال القرن الحادي والعشرين وبيان أثرها على التصميم الداخلي المعاصر بهدف مواكبة تلك الاتجاهات بتصميمات معاصرة تحقق معايير التقنية والتكنولوجيا الحديثة. وتكمن اهمية البحث في دراسة بعض الاتجاهات المعمارية المعاصرة في القرن الحادي والعشرين وتأثيرها على التصميم الداخلي من خلال الدراسة والتحليل لبعض النماذج والاتجاهات والمدارس المعاصرة وبيان أثرها سواء بالسلب أو الايجاب على التصميمات المعاصرة في التصميم الداخلي والأثاث وذلك للتوصل إلى تصميمات عصرية متأثرة بتلك الاتجاهات، ولكن ذات طابع معاصر وذلك من خلال المنهج الوصفي التحليلي بتقديم دراسة تحليلية لبعض تلك الاتجاهات.