لما للأمثال القرآنية أهمية بالغة، جعلت القرآن يدعو إلى التفكر فيها وتدبرها، قال تعالى: {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}([1]) ، وقال تعالى:{لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}([2]) ، وقد اعتنى العلماء والأدباء والبلاغيون بالأمثال وأشادوا بها وأثنوا عليها في إيضاح المعاني وتقريبها من ذهن السامع؛ مما يؤدي إلى سرعة الفهم ويعين على التدبر، ومعرفة الأمثال القرآنية للعالم المجتهد والقارئ المعتبر مهمةٌ جدا، قال السيوطي: "قال الموردي من أعظم علم أمثاله، وقد عده الشافعي – رحمه الله – مما يجب على المجتهد معرفته من علوم القرآن فقال: ثم معرفة ما ضرب فيه من الأمثال الدوال على طاعته، المبينة لاجتناب معصيته" ([3]).
([1]) إبراهيم: 25
([2]) الحشر: 21
([3]) السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر جلال الدين ، إتقان في علوم القرآن، تحقيق: محمد أبو الفض إبراهيم ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، ١٣٩٤، ١٩٧٤- ج 4/ ص 44