الحمد لله الذي بيده تتم كل الصالحات، سبحانه لا إله إلا هو، نحمده كثيرًا، ونشكر فضله في كل وقت وحين، نشهد أنه خاتم الرسل سيدنا محمد عليه أفضل ا لصلوات وأتم التسليم.
أما بعد
فيعد محمد حسين هيكل (20 أغسطس 1888/ 8 ديسمبر 1965) شاعراً وأديباً وسياسياً مصرياً، ومن الأسماء البارزة في تاريخ الأدب العربي الحديث.
كتب وألف عدد من المؤلفات الأدبية في الرواية، والسيرة الذاتية والمذكرات وغيرها. تأثر الكاتب المبدع محمد حسين هيكل إلى حد كبير بالاتجاه الرومانسي -خاصة بالفيلسوف جان جاك روسو- وقد بدا ذلك جليًا في رواية "زينب" التي تعد أول رواية عربية باتفاق النقاد، حيث تدور أحداثها داخل ثنائية (المجتمع / الطبيعة) هذه الثنائية التي تجلت بصورة واضحة في شخصيات الرواية، فـ "حامد" هو الشخص الذي يجسد المرأة الصافية الطبيعة حيث تنسجم تصرفاته مع محيطه الطبيعي، أما "زينب" و"حسن" و"إبراهيم" فهم أشخاص ينتمون إلى نماذج مجتمعية تعيش داخل تقاليد وأعراف فرضت عليها من محيطها الاجتماعي؛ لذلك فهي خارج دائرة الفعل باستمرار، تتلقى الأوامر والإرشادات الأخلاقية من محيطها الاجتماعي دون نقد أو مراجعة، والصراع في الرواية قائم على هذه الثنائية.
وكون هذه الرواية لها قيمتها الأدبية، والسياسية، والاجتماعية التي تزداد مع تقدم العمر، وهذا لا يخفى على كل من قام بدراستها أو اطلع عليها، فقد وجدت في القصة جانباً مهماً وواضحاً لم يلتفت إليه الدارسون هو المرجعيات التراثية وتجليات التراث في رواية محمد حسين هيكل، لذلك اتجهت لدراسته مستعينة بالله تعالى على دراسة "تجليات التراث في رواية زينب لمحمد حسين هيكل" ومن ثم كان عنوان هذه الدراسة:-