اختيار التخصص المهني أو العلمي بعد المرحلة الثانوية هو أكثر ما يؤرق الطلاب ، وهذا ما دفع الباحث للبحث عن سبب ضعف الطلاب في اختيار تخصصاتهم وتحديد مسارهم بعد التخرج ومحاولة نقل نتائج هذه الدراسة للتعليم العامة في المملكة العربية السعودية بمدينة جدة. معاناة الطلاب من صعوبة في تحديد نقاط القوة لديهم ومعرفة ميولهم العملي والعلمي يعود حسب اعتقاد الباحث إلى عدم حصولهم على العديد من الفصول الاختيارية والمتنوعة التي بإمكانها تنمية وصقل مواهبهم ومهاراتهم وتساعدهم على ممارسة الأنشطة والتجارب وبالتالي اكتشاف مواهبهم ومعرفة هواياتهم ومناطق القوة لديهم ،لذا تعد الفصول الاختيارية الخيار الناجح لتخطي هذه العقبة. بالنسبة لهذه الورقة البحثية فقد دون الباحث أبرز الملاحظات والنتائج أثناء المعايشة في مدرسة East River High School الأمريكية ضمن برنامج (قادة التغيير من خلال المعايشة المهنية في المدارس ) ، ودون كيف يمكن  للفصول الاختيارية من مساعدة الطلاب على معرفة مواهبهم ومهاراتهم وبالتالي اختيار تخصصاتهم المهنية والعلمية في التعليم العالي ، مستغلاً مرحلة الانغماس بتدوين معلوماته عن الفصول الاختيارية وتأثيرها على الطلاب من خلال زيارة الفصول وجمع معلومات من المعلمين عن طريق الاستبيان الإلكتروني حيث شارك أحد عشر معلم ومعلمة وتم التحفظ من قبل إدارة المدرسة على مشاركة الطلاب التزاماً بالقوانين لذا اكتفى الباحث بجمع المعلومات من خلال لقاءات الطلاب ، وتلخصت النتائج في  إيضاح حجم تأثير هذه الفصول على الطلاب و قدرتهم على معرفة هواياتهم وميولهم في المرحلة التالية ، ووعيهم بالهدف من دراسة المواد التي يختارونها ، كما اتفق جميع المعلمين المشاركين في الاستبيان على ضرورة زيادة الفصول الاختيارية التي يدرسها الطالب في المرحلة الثانوية