هدفت الدراسة للتعرف على العوامل الاجتماعية المنبئة بخبرات الإساءة والإهمال في الطفولة واضطرابات السلوك لعينة من طالبات المرحلة المتوسطة، واستخدمت الباحثة المنهج الوصفي (الارتباطي-المقارن) والمنهج الإكلينيكي لبعض الحالات المتطرفة، واشتملت عينة الدراسة على عينة عشوائية قوامها (340) طالبة. واستخدمت الدراسة مقياس العوامل الاجتماعية المفسرة لخبرات الإساءة والإهمال (إعداد الباحثة)، ومقياس خبرات الإساءة في مرحلة الطفولة (إعداد: مجاور، 2018)، وقائمة الاضطرابات السلوكية للأطفال والمراهقين (إعداد: جادو ومجاور، 2018)، وتوصلت الدراسة لوجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المتوسطات التجريبية والمتوسطات الفرضية لدرجات الطالبات عينة الدراسة على نوعية خبرات الإساءة والإهمال في مرحلة الطفولة وجميعها جاءت لصالح المتوسطات الفرضية، وتَبين وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى خبرات الإهمال فقط لطالبات عينة الدراسة تعزى لمتغير المستوى التعليمي للأم، كما تبين نتائج تحليل الانحدار أن العوامل الاجتماعية (أنماط الرعاية والتنشئة الوالدية والأحداث والخبرات الأسرية والعائلية والعلاقات مع الأقران) قادرة على التنبؤ بمستوى خبرات الإساءة والإهمال في مرحلة الطفولة لدى عينة الدراسة، وبمستويات دالة إحصائيا، في حين لم تسهم الخبرات والمواقف المدرسية في المرحلة الابتدائية بالتنبؤ بهذه الخبرات، كما تشير نتائج تحليل الانحدار أن العوامل الاجتماعية الأحداث والخبرات الأسرية والعائلية والخبرات والمواقف المدرسية في المرحلة الابتدائية قادرة على التنبؤ بمستوى اضطرابات السلوك لدى عينة الدراسة، وبمستويات دالة إحصائيا، في حين لم تسهم أنماط الرعاية والتنشئة الوالدية والعلاقات مع الأقران (الأصدقاء) بالتنبؤ بهذه الاضطرابات، كما توجد علاقة ارتباط إيجابية ودالة إحصائياً عند مستوى الدلالة (α ≤0.01) لكل بعد من أبعاد خبرات الإساءة والإهمال (الجسدية والنفسية والإهمال) واضطرابات السلوك لدى طالبات عينة الدراسة، وتبين النتائج عدم وجود فروقات بين الطالبات المساء إليهن وغير المساء إليهن في اضطرابات السلوك، حيث كانت قيمة الإحصائي "ت" غير دالة إحصائياً عند مستوى الدلالة (α ≤0.05)، في حين وجدت هذه الفروقات بين الطالبات المساء إليهن وغير المساء إليهن في اضطرابات السلوك (اضطراب التصرف غير المتوافق اجتماعيا، والتنمر)، حيث كانت قيمة الإحصائي "ت" دالة إحصائياً عند مستوى الدلالة (α ≤0.05).