فقد ذهب عدد كبير من رواد الاستشراق والدارسين العرب والمسلمين ، القدامى والمحدثين إلى القول : بأن صوفية الإسلام أخذوا عن الهند حکمتها وفلسفتها وعقائدها الروحانية ذات المناحي الإشراقية الصوفية ، واقتبسوا من معارفها ما اتصل بفهم ماهية الإنسان ، ومكانته في الكون باعتباره كائنا قادرة على التسامي الروحي معرفة مباشرة  ، ومدى تأثير الثقافة الإسلامية في الهند في كل مناحي التصوف الإسلامي ، وفي أبرز أعلامها ، وفي صياغة توجهاته الفكرية ، واقتبسوا من معارفها ما اتصل بفهم ماهية الإنسان ، ومكانته في الكون باعتباره كائنا قادرة على التسامي الوحي معرفة مباشرة.«    لا ريب أن الهند بلاد واسعة مترامية الأطراف يكثر فيها تعدد الفرق والمذاهب ، وهنا نبتت البوذية في منتصف القرن السادس قبل الميلاد ، وثبت تاريخياً أن البوذية تلاقت مع الثقافة الإسلامية منذ عهد مبكر ، حيث انتشرت الثقافة البوذية في الهند قبل الفتح الإسلامي في بلاد فارس وأسيا الوسطى ، حيث انتشر الفكر البوذي  في كثير من الأديرة البوذية القديمة مما كان له الأثر الكبير في بعض الجوانب الصوفية عند المسلمين وخاصة فيما يتعلق  بالطقوس الدينية والرياضيات الروحية  والنفسية وأساليب مجاهدة النفس وفيما يتعلق الرهبانيات .