السرعة والائتمان من أهم السمات التي تتسم بها الحياة التجارية، فلكي يواكب التاجر ذلك يلزمه استعمال وسائل تساعده على ممارسة نشاطه بالسرعة المرجوة وتحقق له الثقة والائتمان الذي لا يستغني عنها في أحيان كثيرة، فالتعامل التجاري قد يستوجب على التاجر أن يكون دائنًا لبعض من يتعامل معهم، ومدينًا للبعض الآخر، وهذا التداخل في العلاقات هو من أهم أسباب نجاح مشروعه التجاري وجني الأرباح، إذ تمكن التاجر بتشغيل مشروعه بأقصى قدرة ممكنة، بواسطة العمل بإمكانيات مالية أكبر مما يمكنه في الحقيقة فهو يستطيع أن يشتري بالآجل باستفادته من الائتمان والثقة التي يحظى بها لدى الآخرين، ويبيع ما اشتراه حالا وهكذا، ومن أهم الوسائل التي تساعد التجار في ذلك الأوراق التجارية([1])، والتي يمكن تعريفها بأنها: محرر مكتوب وفقًا لأوضاع شكلية يحددها القانون، قابل للتداول بالطرق التجارية، ويمثل حقا موضوعه مبلغ من النقود، يستحق الوفاء بمجرد الاطلاع، أو في ميعاد معين، أو قابل للتعين، ويستقر العرف على قبوله كأداة لتسوية الديون شأنها شأن النقود([2]).
([1]) د. عبدالرحمن السيد قرمان: الأوراق التجارية والإفلاس والتسوية الواقية منه، مكتبة العالم العربي، الطبعة الخامسة، 2015م ـ 2016،(ص7).
([2]) د. علي البارودي: الأوراق التجارية والإفلاس، دار المطبوعات الجامعية، الإسكندرية، 2002 م (ص10).