أصبح العالم الآن أشبه بقرية صغيرة ، يرى ويسمع سكانها بعضهم بعضًا ، ويتواصلون بشكل مباشر، كما تنبأ العالم الكندي " مارشال ماكلوهن " ، حين قال  إن وسائل الإعلام - نتيجة تطورها السريع - ستحول هذا العالم الواسع إلى مراكز (إرسال وتلقّ) لا يفصل بينها سوى جزء من الثانية ،  وسيكون جميع سكان كوكب الأرض أشبه بسكان قرية صغيرة ما يجري في أي بيت من بيوتها سرعان ما يعلم ويتأثر به كل سكانها . 
        وهم يجتهدون لتوظيف تطبيقات العلم ، والمعرفة ، والاستفادة منها فى جميع مجالات الحياة ؛ وهذا العالم - بشكله الجديد - يحتاج بشدة للتواصل الاجتماعي الجاد ، وللحوار، والنقاش ، والنقد البنَّاء ، والتواصل اللغوي الفعال ، واحترام الآخر. وقد وفرت شبكات التواصل الاجتماعي أرضية خصبة لهذا الأمر ، وللتوسع والانتشار بأقصى درجة. (فارس الخطاب ، 2013)                                                     
         وقد تزايدت فى العقود الأخيرة أهمية تقنيات المعلومات وانتشرت وسائطها المتنوعة ؛ حتى سيطرت على البناء المعرفى ، والفكرى ، والسلوكى  للأفراد والمجتمعات ، فالمعلوماتية تربط بين حقول نظرية المعلومات ، ومعالجة الإشارات ، والتعلم الآلى، وتهدف جميعها إلى فهم المعلومات الواردة فى البيانات ، وتسليط الضوء على المفاهيم المشتركة ، وإنشاء روابط بين هذه المجالات التى تُمكن من معالجة المعلومات ، والتعلم بكفاءة . ( شاكر عبد العظيم قناوى ، 2019 ، 172 – 173 )