يتميز العصر الحالي بالتطور العلمي الهائل والمذهل في كافة المجالات وخاصة مجالات المعرفة الإنسانية، ولاسيما مجال علم النفس وفروعه المختلفة التي تمس حياة الإنسان وسلوكه نتيجة التغيرات المتطورة في عالم المعرفة، ولمسايرة هذا التطور فُرض على كل أمة أن تُعيد النظر في إعداد الفرد الفاعل والمتفاعل مع تلك التغيرات، والتي أصبحت جزءًا من حياتنا بعد أن غزت عقولنا وأفكارنا. الأمر الذي تطلب أن يتبعه تقدم في المجال التربوي وألا تتجاهل العملية التعليمية هذه التغيرات وإنما عليها مواكبتها، وأن تُسهم بفاعليتها في مناهجها وأساليبها المختلفة، وإعداد المعلم المواكب والمتكيف معها.
ومن أبرز تلك التغيرات الأزمة التي شهدها العالم مؤخرًا نتيجة تفشي وانتشار العديد من الأوبئة والأمراض، فمن الناحية النفسية عانى الكثير من البشر علي نطاق واسع من المشكلات والقضايا النفسية مما دفع البعض إلى أن يُكافح للتكيف مع تلك المشاعر الصعبة كالارتباك والخوف من الإصابة بتلك الأوبئة، والتوتر بكافة مستوياته وذلك بسبب المعاناة النفسية والجسدية والاجتماعية والاقتصادية، فقد أدى انتشار تلك الأوبئة وما ترتب عليها من إجراءات احترازية إلى اضطرابات نفسية جماعية غير مسبوقة، وأحدثت العديد من التغيرات النفسية والمهنية والاجتماعية