لقد عكف العلماء على درس كتاب الجمهرة أو حفظها أو اختصارها أو الاستدراك عليها أو نقدها ... وفي عصرنا الحديث تناول الكثيرون معجم جمهرة اللغة فكان للأزهريين باع طويل في ذلك فظهرت العديد من الدراسات المتمحورة حول جمهرة اللغة منها : الانتصار لابن دريد في مواجهة الأزهري للدكتور نور حامد الشاذلي ، ومخالفات ابن دريد لمنهجه في معجمه الجمهرة للأستاذ الدكتور وحيد عبدالمقصود إسماعيل زايد .... وغيرها.

من هذا المنطلق كان اختيار هذا الموضوع الذي يرمي إلى الكشف عن جهود الأستاذ الدكتور وحيد عبدالمقصود إسماعيل زايد رئيس قسم أصول اللغة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية في جامعة الأزهر فرع دسوق الموجّهة إلى معجم جمهرة اللغة .

وقد اتجه البحث أولاً إلى التعريف بمؤلف المعجم ومعجمه ، ومن ثم دراسة منهج الأستاذ الدكتور وحيد عبدالمقصود إسماعيل زايد في تتبّعه لمخالفات ابن دريد لمنهجه في جمهرة اللغة.

ومن أبرز نتائج البحث أنه لم يخل باب من أبواب الجمهرة من خلل الأصول أو اضطرابها، وكَثُرَ الخلل في: ما فيه هاء تأنّيث (تاء تأنّيث) وبخاصّة الثـّلاثيّ المضعّف والثـّلاثيّ المعتلّ والرّباعيّ، ما فيه همزة، الثـّلاثيّ المعتلّ، الثـّلاثيّ المزيد بحرف للإلحاق، الرّباعيّ المزيد بحرف للإلحاق، ما فيه نون ثانية زائدة، ما فيه نون ثالثة ساكنة.

كذلك لم يكن جمهور الخلل في معجم الجمهرة ناشئاً عن قصور ابن دريد في التّصريف، كما قال بعض العلماء بـل هو ناشيء عن أسباب مختلفة، منها ما يتّصل بمنهج ابن دريد، ومنها ما يتّصل برؤيته الخاصّة لبعض المسائل اللّغويّة ومنها ما يحمل على السّهو.