جاءت هذه الدراسة بعنوان (الرؤية السردية في الخطاب الشعري عند المثقب العبدي قصيدة النونية أنموذجا)، وتسعى الدراسة إلى محاولة الكشف عن علاقة الخطاب الشعري داخل القصيدة النونية بأنواع الخطاب السردي بآلياته الكثيرة وتقنياته المتعددة، كما تهدف الدراسة توظيف العناصر السردية (الزمان- المكان- الحدث- الحوار - الشخصيات) داخل القصيدة، كما تحاول الوقوف على أنواع الرؤية السردية داخل قصيدة النونية للمثقب العبدي، أو محاولة كشف أنواع التبئير داخل القصيدة، ويتم ذلك من خلال تحديد موقع الشاعر كونه ساردًا لأحداث القصيدة، حيث تعددت زوايا الرؤية السردية داخل الخطاب الشعري في النونية ما بين (الرؤية من الخلف) إذ إن الراوي يعرف أكثر من الشخصيات، بحيث يكون السارد كلي المعرفة، أي عليم بكل التفاصيل المتعلقة بتلك الشخصيات، أو (الرؤية مع) ويكون فيها معرفة السارد مساوية معرفة الشخصية، فلا يقدم المروي له أو القارئ معلومات أو تفسيرات إلا بعد أن تكون الشخصية نفسها قد توصلت إليها، أي يكون مشاركا في صنع أحداث القصة المسرودةـ أو (الرؤية من الخارج) وفي هذه الزاوية تكون معرفة السارد أقل من معرفة الشخصية، أي أنه يعتمد على الوصف الخارجي ولا يعرف ما يدور في ذهن الشخصيات وما بداخلها ولا ما تفكر به.