يتناول هذا البحث خطابًا من الخطابات الجمالية الروائية، التي تتسم بعيوب نسقية واضحة وتحمل بعض القبحيات الفكرية، ورغم ذلك فقد حظيت بقبول جماهيري واسع . يتمثل هذا الأمر في وجود علاقة مرضية قائمة على الغصبية والانتهاك بين الرجل والمرأة؛ فقد تجلى في بعض نماذجها بوضوح وجود متلازمة استوكهولم ، وفي بعضها الآخر مظاهر الإساءة الانفعالية النفسية وتقدم هذه النماذج باعتبارها رمزا للحب المثاني الخالد؛ متقنعة في ذلك بالألعاب اللغوية والاستراتيجيات الروائية المختلفة التي تخطف الألباب مركزة على العاطفة مغيبة للعقل. وقد حاولت في هذه الدراسة قراءة روايتي ريم البسيوني (ثلاثية) المماليك وسبيل الغارق حيث لاحظت فيهما هذه العلاقات محاولة في ذلك قراءتهما ثقافيا والكشف عن هذا النسق المضمر. وقد جاء البحث مقسما لأربعة مباحث حيث خصصت المبحث الأول للتعريف بالروايات محل الدراسة، ثم جاء المبحث الثاني ليحدد مفاهيم الدراسة ومصطلحاتها مثل : العصبية والإساءة الانفعالية ومتلازمة استوكهولم، أما المبحث الثالث فقد خصصته لعرض مظاهر العلاقة الغصبية في هاتين الروايتين ، أما المبحث الرابع والأخير فقد خصصته للإشارة إلى كيفية تلقي القارئات لهذه الروايات ولهذا النمط من العلاقات.