أصبحت شبكة الإنترنت إحدى مظاهر الحياة العصرية التي تأثر بها المجتمع العربي عامة والمصري خاصة. وفي الآونة الأخيرة، وضحت آثار الإنترنت ومنها تشكيل كيانات اجتماعية رقمية، حيث إن الذين يستخدمون الشبكة يخلقون في الواقع مجتمعاً كونياً افتراضياً يقوم على العلاقات الاجتماعية الافتراضية التي تنطوي على نزعة فردية واضحة. لذلك يرى بعض الباحثين أن الإنترنت يقلل من الروابط الاجتماعية ويزيد من العزلة الاجتماعية. ولكن في المقابل يشير آخرون إلى أن استخدام الإنترنت، وخاصة الفيس بوك، يمكن أن ييسر بناء وصيانة علاقات اجتماعية دائمة.

ومن ثم تتبلور مشكلة الدراسة في سؤال رئيسي هو:

هل يؤدي استخدام المواقع الإلكترونية الاجتماعية إلى خلق رأس مال اجتماعي بديل أو موازي، أو داعم لرأس المال الاجتماعي التقليدي السائد في الواقع المعاش0.

وانطلاقاً من هذا السؤال، تتحدد مشكلة الدراسة الراهنة في محاولة التعرف على موقف المرأة المصرية من الفيس بوك، والصور التي تنعكس بها هذه المواقف، ومدى قدرتها على تشكيل رأس مال اجتماعي إلكتروني يقوم على الثقة والتعاون والتكامل، ومدى تأثيرها على الفضاء التقليدي للعلاقات الاجتماعية الحقيقية الملموسة من جانب آخر.