لقد شهدت السنوات الأخيرة اهتماماً متزايداً بالطفل المبدع والموهوب في عالمنا العربي، وأصبح من السهل علينا في الساحة الإعلامية أن نطالع تعبيرات عدة مثل؛ الإبداع، الابتكار، الاختراع، وكلها تعبيرات تكاد تجمع على أنه يجب اكتشاف إبداع الطفل وموهبته منذ سني عمره المبكرة، من أجل تهيئة الفرصة لاستثمارها فيما ينفع المجتمع مستقبلاً.

وعلى الرغم من اختلاف الباحثين والدارسين حول طبيعة كل من الطفل الموهوب والطفل المبدع أو المبتكر، والطفل المتفوق، فإن معظم الدراسات التي أجريت في هذا المجال تشير إشارات واضحة الدلالة على أن لوسائل الإعلام المختلفة دوراً مماً وحيوياً في تنمية الإبداع والابتكار لدى الطفل (1)، كما يرى بعض الباحثين أن تنمية ثقافة الإبداع يأتي عن طريق تعرض الطفل – خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة – لمثيرات ومشكلات تتطلب حلولاً غير تقليدية، ويزداد الأمر أهمية إذا استعرضنا آراء وبحوثاً عدة وجهت الأنظار إلى أن تنمية الإبداع والابتكار لدى الطفل من خلال برامج التعليم التقليدية لن تسهم في وجود أطفال مبدعين، حيث ترتبط الاتجاهات الحديثة في تنمية الإبداع عنه الطفل بضرورة إتاحة الفرصة للتفكير التباعدي عند الطفل، وهو الأمر الذي يرتبط بوجود مؤسسات وبرامج إعلامية تسهم في تنمية هذا النوع من التفكير (2) ، ومن هنا تظهر أهمية الدراسة في معرفة دور برامج التليفزيون العربي في تنمية مواهب الأطفال، و اتجاهات الوالدين نحو هذا الدور.