أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية قاسما مشتركا في السياق السياسي العام ، وعنصرا مؤثرا في العديد من المناقشات السياسية وتبادل الأخبار والمعلومات وتحولت إلى منصة إخبارية هامة للعديد من المؤسسات الإعلامية والقوى السياسية الفاعلة عبر إنشاء صفحات او حسابات شخصية لهم للتواصل مع متصفحي مواقع التواصل الاجتماعي من أجل التفاعل معهم وامدادهم بأحدث التطورات السياسية الراهنة ()، وتوفر مواقع التواصل الاجتماعي منصات مثالية للمستخدمين والمؤسسات لنشر المعلومات والأخبار وطرح الآراء السياسية وتداولها على نطاق واسع بين أصدقائهم أو متابعيهم بصفة عامة وتعد الانتخابات أحد المظاهر المعبرة عن المشاركة السياسية مما جعلها تحظى باهتمام الباحثين ، وبالتالي فأن التغطية الإعلامية والدور الذي تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي في تناولها لهذا الحدث السياسي هو دور يكتسب أهمية خاصة نظرا للتأثير الذي يفرضه على الجماهير وبالتالي التأثير على توجهاتهم إزاء العملية الانتخابية.

والحملات الانتخابية سلاحا ذو حدين ، فهي قد تكون أداة يستخدمها المرشحون لكسب تأييد جمهور الناخبين في حيادية وتسامح دون محاولة استثارة نزعات عصبية ()، وقد تكون أداة يستخدمونها لاستثارة هذه النزاعات العصبية لدى ذلك الجمهور من خلال توظيف أساليب واستراتيجيات تسويقية تحمل في طياتها ما يؤكد ضرورة مساندتهم وتدعيمهم لأفضليتهم واستحقاقهم للفوز دون منافسيهم غير المؤهلين والأقل كفاءه ،الأمر الذي قد يخلق حالة من الكراهية السياسية ، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة مظاهر التعصب السياسي الذي أصبح مشهودا في المجتمع المصري في الفترة الأخيرة .